التدوين الفايسبوكي-التحرش الصحفي …إما … وإلا …

التدوين الفايسبوكي-التحرش الصحفي …إما … وإلا …

azmmza1329 يناير 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

رشيد اركمان
للصحافة جسم ناعم طاهر جميل صنع وأبدع فاكتمل صنعه وإبداعه فعشقناه وهمنا به هياما شديدا وسرنا في صفوف القراء والكتاب والأدباء نقتفي أثره ونبحث عن نوره وشعاعه حتى نستطيع النوم في محرابه وافتراش حروفه وكلماته.
– إنها جسم يكلم أصحاب العقول بالرمز وأصحاب القلوب بالغمز ويقول للراغبين في الاغتصاب (سحقا لكم)
– إنها جسم أليف مليء بالحياة يوزع على عشاقه اسطوانات الحب والحقيقة وينشر على واقعه رداد الخير والخبر السعيد ليصنع مملكة العشاق عشاق الكلمة الجميلة والكلمة الأصيلة وعشاق الفعل الأصيل والجميل لأنه جسم خال من عيوب الخلق والخلق .
– إنها جسم جميل وقاتل يخاطب الناس كل يوم لتحريك سوا كتهم بالحان وسيمفونيات الصدح والصدع فيها أقراح وأفراح وفيها أصوات واسواط.
– إنها جسم غريزة الورود والحياة ومليء بدم الشهادة الذي يأتيها من العشاق ومن المحبين الذين يجنون يحنون ويرددون أمام محراب هذا الجميل (في الصحافة الخلاص) و (في الحب الخصاصة) إذن فالحب والصحافة سيان .هذا الحب والهيام هو الذي جعل رجال ونساء الصحافة يهيمون حبا في هذا العالم المليء والساحر فلا يقدر بعضهم على امتهان أي جهة أخرى غير امتهان مهنة التسول بالصحافة بمعناه الايجابي أي الارتزاق بالحرف والصوت والصورة حب وارتباط وعشق لصالح الصحافة لان فيه الحياة وفيه الأمل وفيه العشق الأبدي لهذا الجسد المثير .لذا تجد أغلب الصحفيين أما يغتنون أو يفقرون من هذا العالم فمنهم من استطاع أن يبني لعاشقه (صحيفته) رجا عاجيا يعيش فيه عيش العاشقين الأثرياء .ومنهم من يبني لعشيقته (صحيفته) كوخا خشبيا لكنه يقضي معها حياة مليئة بالحب والبؤس ومليئة بالألم والآمال ومنهم من يبني لعشيقته (جريدته) دكانا صغيرا يبيع فيه الحرف والكلمة كما يباع الدخان و(الديطاي) .حيث يعرض بضاعته في لباس (الطالب معاشو) فيرتزق بها كما يرتزق العربات المجرورة ببضاعتهم البائرة والفاسدة أو المغشوشة . إذن فكل واحد منا تربطه بصحيفته علاقة حب أو هب أو جب فمنا من يحب هذا المولود من الوهلة الأولى فيصرف عليه من ماله الخاص ومن مداركه وثقافته فيحتضنه ويرميه على الصدق والحب والإخلاص للإنسان و منا من يشتري هذا المولود ليرضعه بحليب الذئاب كي يهدد به من يشاء ويستنزف به من يشاء حتى يتمكن من الحصول على (شيفر دا فير) ضخم ليبني به عمارة أو هامة ويحصل به على ما يشاء فيبيع الأوهام ويشتري الأخبار المختلفة ويوزع الظلال وينشر الأكاذيب ويقتل بذلك شهر زاد مقابل الحصول على المال . كما انه منا من يصنع شهادة حياة لمولود ته الصحيفة في رمشه عين حتى يخرج ليسيل سيفه فيهدد هذا المسؤول ويبتز هذا الرئيس ويختلق الأخبار عن هذا الموظف السامي ويتقرب من ذا المقاوم الثري ويستنزف ذاك المسؤول الجبان وكأنه يعرض صحيفته كمومس أو بائعة هوى للراغبين في رغبة عابرة فينتهك جسد الصحيفة وتغتصب الأخبار وتموت الحقيقة لان غايته أن يحول الصحيفة إلى شبه دكان ليبيع الأخبار (البضائع) كل حسب طاقته فمن أخبار زيف المجالس والبلديات إلى أخبار الحيف في المنتديات إلى أخبار الجنس في الحانات و (الكباريهات) إننا فعلا في عصر أشبه ما تقول عنه انه عصر التحرش الصحفي بالجسم الصحفي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *