صابر محمد
وجوه نراها كل يوم ,منذ وقت الفجر أول النهار , حتى آخر اليوم , في الظهر وحر الشمس يلفح الوجوه , فئة بنظر الكثيرين من الناس أنها دونية ,لا ترقى للمستوى, يتقززون منهم وهناك من يحتقرهم ,ومنهم من لا يتوانى عن توبيخهم ،وهناك من الناس من ينظر إليهم بعين الرحمة, يحترمهم ويشفق عليهم ويقدرهم .
إنهم عمال النظافة , الفئة الأكثر رقياً وأدباً من بعض البشر, فلا تراهم يفتعلون المشاكل في الشارع,ولا يلقون مخلفاتهم على قارعة الطريق, ولا يرمون بقايا طعامهم بالقمامة,بالمقابل هناك من ينامون ببيوتهم ,ويتنعمون بقصورهم, ويأكلون مالذ من خيرات, ويشربون ما تحتار النفس باختيار نوعه, لكنهم بالوقت نفسه, لا يعرفون للمعاناة طريقاً ولا معنى ,ولا يعرفون للحياة من قسوة, ولا دمعة تذرف من أجل لقمة العيش .
تلك الفئة المتعبة المنهكة في هذه الدنيا, التي تستفيق قبيل الفجر,في ساعات الليل ,حتى يعملوا على راحتنا, ينظفون لنا الطريق وأمام منازلنا, وشوارعنا , مقابل دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع .
فئة من البشر قُدّر لها أن تحيا حياة الشقاء ,وليس ذنبهم ما هم عليه من فاقه وفقر وحاجة, فلماذا تلك النظرة القاصرة من البعض تجاههم ,ألا يكفيهم ما هم فيه وما هم عليه .
شهادة حق يجب أن تقال في حق عمال النظافة, لولا أن سخرهم الله تعالى لامتلأت البلاد بالأمراض والأوبئة, وهلكم الناس واستحالت الحياة , فلهم منا عظيم التقدير والامتنان.
سؤال نوجهه لأنفسنا: ماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام ؟ ماذا سيحصل؟ دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل .
وأختم كلامي لأقول لهم : يا معشر من قُـدّر لكم خدمة الناس ,فضلكم علينا كبير ,وأجركم عند الله أكبر, يا من تعملون بصمت ,ولا يشعر بمعاناتكم أحد, أو بمرضكم أحد, وان غبتم لا يتفقدكم أحد ,لله دركم , فأنتم للغنى معنى وأنتم للكرامة رمز , وأنتم العطاء.
فصبرٌ جميل والله المستعان