أحرز نهضة بركان لقب كأس العرش لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على الوداد الفاسي بركلات الترجيح بنتيجة (3/2)، عقب انتهاء المباراة بالتعادل (2/2)، على ارضية ملعب المركب الرياضي الامير مولاي عبد الله بالرباط وسجل لنهضة بركان محمد فرحان والعربي الناجي في الدقيقتين (56 و90)، بينما أحرز للوداد الفاسي مامادو ضيوف وعمر جيراري في الدقيقتين (58 و75).
الرغبة المبكرة
أظهر نهضة بركان من البداية رغبته في حصد اللقب، حيث بدأ المباراة بكثافة هجومية، وساعده على ذلك الخطة الدفاعية التي طبقها الوداد الفاسي، من أجل الوقوف أمام محاولات البركانيين وأعلنت الدقيقة السابعة عن أولى المحاولات، من خلال حمدي العشير بالجهة اليمنى والذي مرر إلى بلال باري ليسدد الأخير، ولكن أحد المدافعين الفاسيين يتصدى للكرة وهي في طريقها للشباك وتأكد أن الوداد الفاسي يتبع خطة دفاعية من خلال تكتل لاعبيه في الدفاع والوسط، وهو ما أربك نوعا ما لاعبي نهضة بركان، الذين فشلوا في بعض محاولات الوصول لمرمى الحارس الحمياني، بينما نجحوا في فرص أخرى، على غرار الضربة الرأسية لمحمد عزيز، الذي لم يستغل موقعه الجيد أمام المرمى، حيث ذهبت الكرة عاليًا ولم تتضمن المحاولات القليلة للوداد الفاسي، أي خطورة على مرمى الحارس عبد العلي المحمدي، باستثناء بعض التدخلات من الكرات الثابتة، رغم تحركات كل من باعلا والتسولي وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة تتاح أبرز فرصة في المباراة، من رأسية بلال باري، لكن القائم الأيسر يرد الكرة، وينقد مرمى الوداد الفاسي من هدف محقق.
الشوط الثاني بمعطيات جديدة
بداية الشوط الثاني شهدت الهدف الأول لنهضة بركان في الدقيقة 56 من رأسية لمحمد فرحان، الذي استغل غياب الرقابة ليضع الكرة في الشباك ولم تدم فرحة البركانيين أكثر من دقيقتين، عندما تمكن مامادو ضيوف من استغلال خروج خاطئ للحارس المحمدي ليسجل بالرأس، وهو الهدف الذي رفع من معنويات الفاسيين وجاءت الدقيقة 75 بخبر سار للوداد الفاسي، حيث سجل عمر جيراري الهدف الثاني من ضربة ثابتة وضغط نهضة بركان بكل قواه في الدقائق الأخيرة من المباراة، من أجل تعديل النتيجة، وهو ما تحقق عندما تمكن العربي الناجي من تسجيل هدف التعادل برأسية في الدقيقة الـ90 ولم يغير الشوطان الإضافيان من النتيجة رغم الضغط الذي مارسه نهضة بركان على منافسه، قبل أن يلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق البركاني بنتيجة (3/2).
عزوف جماهيري عن نهائي كأس العرش
نهائي بطولة كأس العرش المغربي، لم يشهد تواجدا جماهيريا كبيرا، في ظل عدم تمتع نهضة بركان والوداد الفاسي، بقاعدة جماهيرية كبيرة وشعر المنظمون بحالة من القلق بعد انطلاق النهائي، بسبب عزوف الجمهور عن الحضور لملعب المركب الرياضي الامير مولاي عبد الله بالرباط ، والذي يسع لنحو 45 ألف متفرج، حيث تابع أعداد قليلة لا تتجاوز 5 آلاف مناصر ويأتي ذلك رغم توفير حافلات لنقل جماهير الناديين للملعب، والسماح بدخول الجماهير بالمجان.
حسن أوغني مدرب وداد فاس: خسرنا النهائي ورؤوسنا مرفوعة
تحسر حسن أوغني، مدرب وداد فاس، على ضياع لقب كأس العرش، بعد الخسارة في النهائي أمام نهضة بركان، بركلات الترجيح وقال أوغني في تصريحات خاصة بعد نهاية المباراة “أعتقد أن فريقنا يستحق التتويج بالكأس، قياسا بالمستوى الذي قدمه، مع الأسف نهضة بركان سجل هدف التعادل في الوقت الضائع، نتيجة خطأ وسهو دفاعي” وأضاف “فريقي وقف الند للند أمام نهضة بركان بإمكانياته، وكان في مستوى النهائي” وأردف “هناك فوارق كبير في الإمكانيات، نحن فريق يمارس في الدرجة الثانية، ومع ذلك كنا في المستوى، على الجمهور أن يفتخر بفريقه، كنا نتمنى إسعاده لكننا لم ننجح، أنا فخور باللاعبين وبفريقي، حيث خسرنا ورؤوسنا مرفوعة”
منير الجعواني مدرب نهضة بركان: كأس العرش لقب انتظرناه طويلا
قال منير الجعواني، مدرب نهضة بركان، إن الفوز بكأس العرش، على حساب الوداد الفاسي، كان ثمرة مجهود جميع عناصر النادي وتابع الجعواني، في الندوة الصحفية بعد المباراة : “لم تكن مهمتنا سهلة في المباراة لقد أكدت في تصريحات سابقة أن الوداد الفاسي لن يكن سهلا، رغم أنه يلعب في الدرجة الثانية” وأضاف: “الوقت بدل الضائع أنقذنا من ضياع الكأس، بعد أن سجلنا هدف التعادل لاعبونا لم يستسلموا، بفضل حماسهم ورغبتهم في عدم تضييع فرصة النهائي” وأواصل المدرب : “كنا بحاجة لهذه الكأس رئيس الفريق فوزي القجع، الذي أشكره على دعمه لنا، أكد في الجمع العام الأخير أن نهضة بركان تأخر في الفوز بالألقاب اليوم من حق مكونات هذا الفريق أن تسعد باللقب الأول، حيث انتظرناه طويلا” وختم حديثه : “أهدي هذا اللقب أيضا للمدربين المغاربة، لأنه انتصار للمدرب المحلي الذي تألق في المواسم الأخيرة، بدليل أن إدريس المرابط، فاز مع اتحاد طنجة بالدوري المغربي في الموسم الماضي” واختتم قائلا “عانينا أمام فريق شجاع أقصى الرجاء بطل النسخة السابقة، كنا بحاجة للعودة في النتيجة، وركلات الترجيح يحكمها الحظ في نهاية المطاف” وتابع “سعيد جدا بهذا اللقب التاريخي الذي نهديه لكل ساكني مدينة بركان، وهو لقب مستحق قياسا بما قدمناه طيلة المسابقة”.
جماهير الفريقين وتأثير غياب الأجانب أبرز خلاصة نهائي كأس العرش
قدم الوداد الفاسي مباراة مميزة رغم خسارته لنهائي كأس العرش أمام منافس يملك خبرة كبيرة محليًا وقاريًا مثل نهضة بركان، الذي حقق اللقب، يومه الأحد 18 نونبر 2018 ، عن طريق ركلات الترجيح وكشف نهائي الكأس دهاء حسن أوغني مدرب الوداد الفاسي الذي تفوق على منافسه تكتيكيًا، كما ظهر جليًا تأثير غياب المحترفين الأفارقة عن نهضة بركان بسبب تواجدهم مع منتخباتهم.
ويستعرض موقع “ماتش” بريس في التقرير التالي أبرز مشاهد المباراة النهائية لكأس العرش :
تأثير غياب الأجانب عن الفريق البرتقالي
تأثر نهضة بركان في المباراة بغياب قوته الضاربة المتمثلة في لاعبيه الأجانب والذين تواجدوا رفقة منتخباتهم الوطنية، وفي مقدمتهم التوجولي لابا كودجو، بالإضافة إلى ألان تراوري ويوسوفا دايوه نجمي بوركينا فاسو واستفاد بركان من لاعب أجنبي واحد خلال النهائي وهو الموزمبيقي عمر شيليتو، ليظهر الفريق بعيدًا عن مستوياته السابقة، والتي قادته للفوز على أندية كبيرة منها الوداد وخريبكة والدفاع الجديدي ولم ينجح البدلاء في تعويض الثلاثي الغائب، ليسيطر الوداد الفاسي على وسط الملعب ويتحكم فعليًا في المباراة.
خبرة بركان
بدا نادي نهضة بركان أكثر تحملًا للضغط خلال المباراة عن منافسه، خاصة أن الفريق البركاني يلعب في الدوري الاحترافي، وبالتالي يضم لاعبين كبار وأصحاب خبرات وعلى العكس، كان الوداد الفاسي المنتمي لدوري الدرجة الثانية يخوض مباراته النهائية الأولى في تاريخه.
التعاطف مع الوداد الفاسي
تعاطفت الجماهير الحاضرة في الملعب مع الوداد الفاسي، حيث كان أغلب الحاضرين من الرباط بإستثناء جماهير الفريقين والتي كانت حاضىة بقوة وجاء دعم الجمهور للفريق القادم من الدرجة الثانية لسببين : الأول هو الأداء القوي الذي قدمه الفريق أمام نهضة بركان من خلال اطوار النهاية ، والثاني لإقصائه الرجاء في الدور نصف النهائي، حيث أن الأخير لا يحظى بتشجيع كبير من أنصار الجيش وكان دعم الجمهور حاسمًا في مضاعفة حماس لاعبي الوداد الفاسي في المباراة، وتقليص الفوارق بين الفريقين.
اللقب الأول
انتظر نهضة بركان حتى خوضه النهائي الثالث في البطولة، كي يحصل على اللقب الأول في تاريخه وكان نهضة بركان قد خسر مباراتين نهائيتين عامي 1987 و2014، ولكنه نجح في إنهاء العقدة خلال العام الحالي 2018 وسيضمن بركان بعد هذا التتويج التاريخي تمثيل المغرب مجددًا في بطولة الكونفيدرالية التي شارك فيها الموسم الماضي .
فوزي لقجع ثالث رئيس للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يعانق كأس العرش
أهدى نادي نهضة بركان رئيسه فوزي لقجع، لقبا كان يسعى خلفه بقوة، عندما فاز بركلات الترجيح على الوداد الفاسي، يومه الأحد 18 نونبر 2018، ليتوج بكأس العرش وبذلك، أصبح لقجع ثالث رئيس للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يفوز ناديه بكأس العرش خلال تواجده في رئاسة الجامعة وقد سبقه لذلك علي الفاسي الفهري، الذي قاد الفتح الرباطي للفوز بالبطولة، وكان حينها رئيسا لجامعة الكرة، كما فعلها حسني بنسليمان مع الجيش الملكي واحتاج لقجع للنهائي الثاني له، ليظفر ناديه بأول لقب، بعدما خسر نهضة بركان قبل 4 سنوات، المباراة النهائية لنفس البطولة أمام الفتح الرباطي وأحرز نهضة بركان كأس العرش لأول مرة، والذي يحمل رقمه القياسي الجيش الملكي، بـ11 لقبا، يليه الوداد بـ9 ألقاب.