حسن نعومي
مهزلة حقيقية عاشتها المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى والمنتخب الوطني الأولمبي والمنتخب الوطني النسوي، هذه المهزلة الناتجة عن الإقصاء المبكر من المنافسات القارية المتمثلة في نهائيات كأس إفريقيا والألعاب الأولمبية ؛ والكل يتساءل عن السبب الحقيقي في هذا الإخفاق الذريع وكل الظروف مؤهلة بأن يتحول الفشل إلى نجاح وتميز، من إمكانيات مادية تفوق كل التصورات ومن وسائل لوجيستيكية ؛ والأكيد أن هناك خللا إن لم نقل هناك إختلالات ؛ و لعل ابرزها فشل المدير التقني الوطني “ناصر لارغيت” في مهمته، بعدما أعطيت له كل الصلاحيات لتعيين الأطر التقنية ووضع برامجها الهامة للإشراف على المنتخبات الخاصة بالفئات الصغرى والمنتخب الأولمبي والمنتخب النسوي.
بيد ام الحصيلة كانت صادمة بعدما عانقت كل هذه المنتخبات الإقصاء وكأن بلدنا يفتقر للمواهب الكروية الصغرى،لكن واقع الحال أكد أن الأمر يكمن في المدير التقني الذي أساء الإختيار في الأطر التقنية وهذه الأخيرة لم تكن في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها ؛ فبعد النكسات المتتالية، إقتنعت جامعة كرة القدم بالإستغناء عن خدمات المدير التقني ناصر لارغيت، لكن إعفاءه دون محاسبة سيجعل القجع في فم المدفع؟
بمعني أنه كان أكبر مستفيد وهو الذي كان راتبه الشهري دسما وهو المحدد في 30 مليون سنتيم ؛ دون احتساب التعويضات وتذاكر السفر والإقامة في الفنادق، الأمر الذي يجعل كلفته الشهرية تصل إلى حدود 60 مليون سنتيم شهريا ؟ هل حقق إنجازات في ظل ولايته؟ و خاصة ان جامعة كرة القدم تتوجه إلى بناء جديد وإلى إختيارات جديدة من خلال البحث عن مدير تقني آخر بديل لناصر لارغيت، ولكن هل الخلل يكمن في الإدارة التقنية وحدها أم يتعداها لعوامل أخرى وفي مقدمتها تواضع بطولة الفئات الصغرى والتي لا ترقى للمستوى المطلوب وذلك بإعطاء الإشراف عنها لأطر غير كفأة تبقى عاجزة عن التنقيب وحسن التأطير؟
تاريخ واسع للإطار الوطني المغربي ناصر لارغيت المنحدر من مدينة بركان و الذي سبق له أن أشرف على العديد من مراكز التكوين بفرنسا وساهم في تكوين العديد من اللاعبين الذين حملوا قميص منتخبات أوروبية وإفريقية، وبفضل التجارب الكبيرة التي راكمها من خلال إشرافه على أكاديمية محمد السادس لكرة القدم واحتكاكه الكبير بكرة القدم المغربية، ولكفاءته العلمية والأكاديمية ومعرفته الدقيقة بخبايا كرة القدم المغربية قادر على رسم خارطة الطريق لبناء منظومة تقنية وطنية تستطيع ربح الرهان خلال السنوات القادمة قصد تكوين لاعبين يعول عليهم لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية وعودة كرة القدم المغربية بقوة على الواجهتين الإفريقية والدولية.
و وقع لارغيت عقدا مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمدة أربع سنوات ، لإشرافه على الإدارة التقنية للمنتخبات الوطنية الصغرى ، خلفا للهولندي بيم فيربيك ، وذلك بمساعدة الفرنسي جون بيير مورلان ، نائب المدير التقني الوطني ومدير التطوير والتوجيه، علما أنه شغل سابقا مهمة المدير التقني الوطني ؛ كما اشرف لارغيت على مراكز التكوين ، والنهوض بممارسة كرة القدم لدى العصب والهواة (مراكز التكوين الجامعية والمنتخبات الوطنية) .
لكن إخفاق و عجز عقيم الحق ناصر لارغيت في مهمته بجامعة الكرة ، بعد فشله في تسيير شؤون الادراة التقنية؛ و تطوير المنظومة الكروية للمنتخبات الوطنية ؛ و خاصة بعد الإقصاءات المتتالية للمنتخبات الوطنية في مختلف المنافسات الدولية .