أدت الحملات الامنية المكثفة التي باشرتها ولاية أمن أكادير معززة بالفرق الخاصة التي أرسلتها المديرية العامة للأمن الوطني على العناصر المشتبه فيها والمطلوبة أمنيا بسبب الجرائم التي يرتكبونها وسط المدينة وأحيائها، (أدت) إلى اختفاء عدد من “المشرملين” و محاولة فرار عدد هام من هذه الفئة صوب ضواحي المدينة، بغية البحث عن مكان آمن يختبئون فيه حتى تهدأ العاصفة.
واختار بعض المطلوبين للعدالة، بعد تضييق الخناق عليهم بشوارع أكادير وأحيائها، أوقات معينة خصوصا في فترات الصباح للتنقل إلى الأماكن التي يعتبرونها آمنة، فيما فضل البعض الآخر تحين فرصة الليل للجوء إلى بعض عائلاتهم للاختباء بضواحي المدينة.
وشهدت المحطات الطرقية بكل من البطوار، وإنزكان نزوح العشرات من الفارين من العدالة، للوصول إلى دواير تقع بالدراكة وأورير بعيدة عن أكادير للاختباء بعيدا عن أعين السلطات الأمنية. التي شنت حملات أمنية مكثفة، أسفرت خلال يومين فقط عن توقيف نحو 600 جانحا بعدد من المناطق التابعة لولاية أكادير، وتحديدا بكل من أكادير وإنزكان أيت ملول والدشيرة.
ولم يكن يدرك هؤلاء الفارين، أن الفرق الأمنية لهم بالمرصاد، و تتحرك وفق خطة أمنية محكمة، حيث تمكنت من إحباط مخطط فرارهم نحو ضواحي المدينة وتوقيفهم قبل وصول المحطات الطرقية بعد تشديد المراقبة على مداخل المدينة ومخارجها، بشكل كبير أكثر من ذي قبل، كما تم نصب سدود إدارية في مختلف المحاور الرئيسية وعند منافذ الأحياء المستهدفة بهذه العمليات. ناهيك عن عملية تنقيط أغلب اﻷشخاص، وكل المشكوك في أمرهم بشوارع المدينة. فضلا عن تطعيم المحطات الطرقية بفرق أمنية خاصة.
وشملت الملاحقات الأمنية مداهمة المطلوبين قضائيا داخل بيوتهم ومنازل أسرهم، وأسفرت العملية عن توقيف عدد من المبحوث عنهم في قضايا جنحية وجنائية.
وأفادت مصادر الخبر، أن فرقة أمنية خاصة داهمت منزلا بحي ليراك بحثا عن مجرم مسجل خطر، وكيف تمكنت العناصر الأمنية من محاصرة المنزل خلال عملية وصفت بالنوعية، قبل أن تضع يدها على المطلوب قضائيا من داخل المنزل، بحكم أنه كان دائما يعتمد على الفرار عبر سطوح المنازل المجاورة كلما حلت العناصر الأمنية بمنزل عائلته. و توقيفه بتلك الطريقة آخر ما كان يتوقعه.
وطالت الحملات الأمنية عدد من الأحياء والأزقة التي تشهد اعتداءات على المارة لأجل سلب أغراضهم، وبشكل مكثف النقط السوداء التي قد يلجأ إليها عدد من الأشخاص الضالعين في قضايا جنحية وجنائية. وهو ما جعل عدد من شباب الأحياء الذين يتخذون من بعض الزوايا مكانا آمنا لتناول المخدرات والسهر إلى أوقات متأخرة من الليل يختفون من أماكن تمركزهم المعتادة بعدد من أحياء مدينة أكادير.
وطالت التحركات اﻷمنية بعاصمة سوس التي تتم وفق خطة أمنية وصفت بالمحكمة، و التي تهدف إلى تجفيف منابع الإجرام بالمدينة، (طالت) حتى المناطق الخاضعة لنفوذ الدرك الملكي، الذي شن هو الآخر حملة أمنية وصفت بالواسعة منذ شهر يوليوز والتي أسفرت عن اعتقال مجموعة من الجانحين واﻷشخاص الذين تم اعتبارهم يشكلون خطرا على اﻷمن العام.
وأفادت المصادر أن مصالح الدرك بتغازوت تراقب بشكل متواصل جميع مخيمات التخييم العشوائي بالشواطئ التابعة لها، و التي قد يلجأ إليها لصوص مدينة أكادير السياحية و”مشرملوها”، من أجل الابتعاد عن أعين عناصر الشرطة. وتقوم باستمرار بمراقبات ليلية للمخيمات. وامتدت الحملة إلى أورير و” شاطئ 25″. كما تمكنت عناصر الدرك بتغازوت من إتلاف حوالي 40 خيمة، كما أوقفت أربعة مشكوك في أمرهم تتراوح أعمارهم بين 24 سنة و30، كانوا في حالة تخدير و 5 أشخاص آخرين مسلحين بسكاكين كبيرة.
ولم تقتصر الحملة الأمنية على مدينة أكادير لوحدها، بل امتدت إلى ضواحي جماعة الدراركة وجميع الجماعات المكونة لعمالة أكادير إداوتنان.
وقد لاقت هذه الحملات الأمنية الشاملة استحسان وثناء المواطنين وحثهم على مواصلتها لمباغتة المجرمين و فرض احترام القانون و الضرب بيد من حديد، على كل من تسول له نفسه خرق القوانين والاعتداء على ساكنة أكادير وزوارها