المهدي احجيب : صحفي رياضي متدرب
لا يختلف اثنان من قراء و متتبعي المجال الرياضي ؛ ان الصحافة الرياضية اصبحت تعيش حالة انتكاس و ضعف محلي و وطني و دولي ؛ أدى بها الى التركن في قسم المستعجلات ؛ طالبة يد عون تخرجها من مأزق ظل يرعبها طوال سنين مرت .
و الحال ان اغلبية الصحفيين أصبحوا أكثر من اي وقت مضى يفقهون في جميع المجالات السياسية و الاقتصادية و الفنية و الدينية و الرياضية ؛ و من منهم من ارتأى ان يخصص لنفسه مكانا داخل منابر اعلامية متعددة يعبر فيها كما يشاء و يكرر الخط التحريري بصورة متتالية ؛ و هو ما ما ادخل الرأي الرياضي العام في متاهة مسلية قادها هؤلاء بٱحترافية و ٱمتياز ؛ حيث اعتاد بعض الصحفيين ٱقحام أنفسهم في جميع المجالات ؛ و اصبحوا يعتبرون انفسهم أباطرة صاحب الجلالة ( الصحافة ) ؛ بل نجوما ساطعة في المشهد الإعلامي .
و الصحافة بشكل عام تضطلع بكل انواعها (مرئية،سمعية،ورقية،إلكترونية) بأدوار ووظائف متعددة المستويات (إخبارية ، تثقيفية ، توعوية ، تحسيسية، تأطيرية…) تجعل منها سلطة رابعة تجد موقع قدم لها ضمن السلط الكلاسيكية الثلاث (التنفيذية، التشريعية، القضائية) و لها من الآليات و الوسائل الصحفية ما يجعلها قادرة على إحداث التغيير المجتمعي ليس فقط عبر نشر الأخبار و المعلومات ووضعها تحت تصرف عموم الناس، بل أيضا من خلال قدرتها على التأثير في الرأي العام وجعل المواطن متفاعلا باستمرار مع ما يعرفه المجتمع من تحولات و متغيرات سياسية ومؤسساتية واقتصادية و اجتماعية وتربوية وقضائية و أمنية وغيرها.
لكن الحديث عن واقع الصحافة الرياضية على وجه الخصوص يحيلنا الى ان الصحفي الرياضي الأفضل في نظر الرأي العام هو المتقن و المبدع في مجال تخصصه ؛ و خطه التحريري يعلمه المتلقي بشكل سهل و في اول اطلالة ؛ و التخصص في مجال التحرير اضحى من بين الاشكاليات الاساسية التي تعاني منها اغلب المنابر الاعلامية ؛ و التي تفقد قوة الجذب و المهنية احد ابرز صور التحرير الصحفي ؛ فالمجال التخصصي إلا وله قاموسه ومفرداته ومفاهيمه الخاصة، وكلما اتجه الصحفي نحو “التخصص” كلما أحاط بتفاصيل مادته الصحفية وشملها بما يكفي من الحرفية والمهنية حرصا على احترام “المتلقي” وكسب ثقته و ضمان إخلاصه وتتبعه ؛ و العكس صحيح.
صفوة القول، لابد من القول أن العمل الصحفي هو البحث عن المعلومة و وضعها تحت تصرف الجمهور تحت شروط ‘الحرفية” و”المهنية” و”الدقة’؛ و الإيمان ايضا ب”التخصص” وجعله قناة لا محيدة عنها للارتقاء بالعمل الصحفي بشكل يجعل من مهنة الصحافـة ، “سلطة رابعة” حقيقيـة” ملتزمة بأخلاقيات المهنة ومحترمة لمقتضيات التشريع الصحفي، مؤثرة في واقعها ومساهمة في تحقيـق التنميـة الشاملـة، لذلك يبقى “التخصص” رهانا أساسيا أمام مختلف المتدخلين في الحقل الإعلامي، وربح هذا الرهـــان هو ربـح للجـودة وإقصـاء لكل مفردات العشوائية والارتجال .