عرف المشهد الحزبي إبان الانتخابات الجماعية والمهنية والإقليمية التي جرت أطوارها سنة 2009 عملية سكون شديدة لم يشهدها من قبل المتتبعون للشأن الحزبي والرأي العام بإقليم تارودانت، وذلك على خلفية تحالف أعداء الأمس أصدقاء اليوم، علي قيوح ومحمد بودلال بعد سنوات من حرب المواقع التي لم تضع أوزارها إلا بعد تشكيل تحالف بين الطرفين وشرب نخب الانتصار الذي حققوه على حساب الناخبين الذين استفاقوا من السيناريوهات التي تفنن في إخراجها التجمعي محمد بودلال وسهر على حلقاتها علي قيوح.
بداية الصراع بين بودلال وقيوح
احتدم الصراع بين التجمعي محمد بودلال والديمقراطي آنذاك، علي قيوح، حسب المتتبعين للشأن الحزبي وذلك منذ أمد بعيد، لكن مرحلة القطيعة الكبرى بين الطرفين لم تتأجج إلا في الانتخابات البرلمانية والجماعية 2002 و 2003 أثناء التقسيم الانتخابي الجديد الذي أعدته وزارة الداخلية والذي قسم تراب الإقليم إلى جزأين، شمالي وجنوبي، في ذلك الوقت أعلن التجمعي بودلال في تجمع خطابي له بملعب الحسن الثاني بأولاد تايمة أثناء الحملة الانتخابية البرلمانية شتنبر 2002 حيث قطع وعدا أمام مناصريه بالدخول إلى مجلس بلدية المدينة الذي كان يعتبر آنذاك إحدى القلاع المحصنة لقيوح ليتم إعلان المعركة بين الجانبين.
بعض المتتبعين يرون أن الغريمين دأبوا منذ سنوات خلت داخل قبة البرلمان إبان إستحوادهما على أغلب المجالس الجماعية مناصفة أن يلعب هؤلاء دور الإخوة الأعداء أمام الساكنة الهوارية، ففي سنة 1993 عندما استطاع أحد أبناء الحركة الشعبية المسمى محمد ضباش الظفر برئاسة مجلس بلدية أولاد تايمة وإزاحة علي قيوح، شكل هذا الحدث صفعة قوية للديمقراطي آنذاك علي قيوح، لكن شاءت سوء الصدف أن تطأ أقدام الحركي محمد ضباش ألغام السلطة الوصية بعدما توثرت علاقة هذا الأخير بعامل إقليم تارودانت آنذاك السيد ماء العينين ماء العينين، بسبب خلاف حول عقار مخصص للسوق الأسبوعي، ليجد علي قيوح الفرصة سانحة من أجل العمل على إزاحة هذا الأخير بعدما توفرت بعض الشروط الانتقامية من قبيل غضبة عامل الإقليم، والتي وصلت إلى حدود العمل على إقالة محمد ضباش عبر رسالة -عاملية- لكن وبحكم أن محمد ضباش كان له تواصل أفضل مع وزير الداخلية السابق إدريس البصري الذي التقاه في مقر وزارة الداخلية، حيث أدرف رئيس المجلس البلدي آنذاك دموع الإستعطاف والتي كانت سببا في إلغاء تنفيذ قرار عامل إقليم تارودانت في حقة، لكن الضغينة لازالت مستمرة، ففي سنة 1997 وبعد الإعلان على انتخابات مبكرة بسنتين عن موعدها الأصلي على خلفية مرض ملك البلاد الحسن الثاني، استطاع علي قيوح بمساعدة التجمعي بودلال وتحت رعاية السلطات الوصية من إزاحة محمد ضباش نهائيا من المشهد السياسي بالمنطقة.
ترقبوا فصول حرب المواجهة بين الغريمين والتي امتدت من سنة 2003 إلى سنة 2009، هل سينتصر قيوح في هذه المعركة بعد إزاحته لخصومه السياسيين.. هذا ما سنكتشفه في الحلقة القادمة.. يتبع…
إدريس لكبيش