خديجة معروف
حينما نسمع او نشاهد قصصا مؤلمة، على مواقع التواصل الاجتماعي، او التلفزيون او الراديو عن حكايا الاغتصاب، نتألم لتلك الحالات التي قد تكون اطفالا او رضعا او حتى شابات و عجائز قد يكون عمرهم تجاوز عمرهم المئة عام، في بعض الاحيان، وقتها فقط ندرك اننا نقف على عتبات زمن الانحطاط.
فعلى سبيل المثال لا الحصر حالة اميمة تكاد لا تبلغ من عمرها 17ربيعا و التي اختطفها عشرون وحشا، وتناوبوا على اغتصابها وضربها ونهش جسدها الصغير، لمدة عشرون يوما من العذاب الاليم، الامر الذي نتج عنه التهاب في رحمها و صار الدود يأكل جسدها الغضيض، هؤلاء لم تأخدهم بها رأفة، لم يفكروا ولو لحظة ان تصرفهم الوحشي هذا قد يدمرها، وذنبها الوحيد انها انثى وهي ذات الصفة التي تحملها اخواتهم وامهاتهم وقد يمكن أن تكون زوجاتهم او بناتهم .
اخدت ظاهرة الاغتصاب في الاستفحال والتزايد منذ سنوات فكم من رضيع استأمنته امه اباه،ليقوم الأخير بهتك عرضه أو اغتصابه، وكم من طفل اغتصب في كنف اقرب المقربين، لا غرابة في هذا الموضوع اليوم، اذ صار الخطر يتربص بالطفولة من قريب قبل بعيد،
وفي بعض الاحيان تجد صفة المغتصب تخرج في شخص الاب او الاخ. الابن .الفقيه او المرقي.الطبيب البقال… وصفة الضحية لاتستثني الانوثة و الذكورة ولا الكبر ولا الصغر .
ووفقا للاحصائيات الصادرة عن رئاسة النيابة العامة، التي اكدت ان نسبة قضايا الاغتصاب المسجلة في المغرب في عام 2017 في ارتفاع اذ وصلت إلى 1230 قضية، بزيادة بلغت نحو 3% تقريباً عن عام 2016.
امام هذا الارتفاع المهول لجريمة الاغتصاب هناك من يرجع السبب الى النساء و تبرجهن و انفتاحهن في الملابس، هل حقا من تجملت وتزينت وارتدت احلى هندام وانتعلت الكعب العالي و تعطرت … للفت انتباه الرجل، واثارة شهوته، اكيد ومؤكد لا و الف لا
لايمكن تعميم حالة متمردة على باقي الاخريات ياسادة، فإن من تزينت، عناية بنفسها و جمالها و لحالها، و ارضاءا لذاتها، حتى لا تحس انها اقل حضورا بين زميلاتها و رفيقاتها.
يبدو للبعض ان النسوة لايمضيين يومهن بشكل جميل ان لم يتحرش بهن ان لم يسمعنا معكسات بجمالهن، بل على عكس من ذلك تماما، فما اجمل ان تمر ولا يتحرش بها اي كان ولا يحسسها بالفرق المبني على اساس الجنوسة، لان ما فيها اكبر من ان يكون مجرد جسد، المراة ليست بحجم المؤخرة ولا النهود ولا جمال السيقان وملاحة الوجه، كما يتصور بعض الذكور، وان خصصت لهم هذه الصفة فإنها اقل ما يمكن وصفهم بها .
لان الرجال اكبر من ان يمثلوا المرأة في جسد او ان يصوروها على انها ذاك القالب لافراغ شهواتهم الحيوانية المكبوتة فقط،
فالرجال ينظرون للمرأة على انها انسان له كيان وروح وعقل، وهم من يحدون حدوى الرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استوصى بالنساء خيرا .
وان اشباه الرجال الذين اسقطت عنهم صفة الرجولة والشهامة، لانهم ضعاف النفس والشهوة، واكتفينا بتسميتهم ذكورا، وان ادعوا الهبة الوقار والاحترام منهم من يكون مرتديا طاقم رسميا بذلة انيقة وربطة عنق ومنهم المرتدي جلبابا وسبحة في يديه، و المداومة على زيارة الجوامع، وما هي الا محاولات لاخفاء اقنعة تتساقط امام شهوة حيوانية ثائرة، التي تترصد غفوة عين للاستفراد بالضحية التي تمثل الوسيلة الوحيدة لاستفراغ المكبوث، طفلا كان او شيخا او شابة او رضيعا وان اعتمد ترغيبا او ترهيبا كل ما همه هو قضاء حاجته ثم استورى عن الانظار .
ولنفترض ان النساء من يتحمل المسؤولية في هذه الظاهرة لبحثهن عن زوج، مرتاح ماديا للقبول الاقتران به، او مغالاتهن في الصداق ووضعهن لشروط تعجيزية في الزواج، او تبرجهن وكسوتهن المتمردة على المعقول، لماذا لايتأثر الرجال الحقيقيون الواعون لمعنى الرجولة؟ فهذا الصنف اكبر بكثير من النزول الى ادنى مستويات الانحلال الاخلاقي، هكذا الرجال واعون ومدركون ان الرجولة تتعدى تقيمها بالذكورة، فهي الدين والعقل والتربية الحسنة والشهامة والانسانية والوقار…..
جاء الوقت لنرتقي بافكارنا ونعيد تسمية الاشياء بمسمياتها.
كفانا من اتهام الانثى بكل النتائج الكاريثية، التي يكون الذكر بطلها، كفانا ان نجعل من الضحية المتهم الرئيس في الجريمة، فان تم اغتصابها تنعث بابشع النعوث عاهرة ومومس….على انها هي من اغواه واسقطه في شراكها، وان دافعت عن شرفها حتى اخر رمق.
الى متى ستبريئون ذمة الاوغاد وشهواتهم الحيوانية، بذريعة الانثى هي المسؤولة عن ماجرى لها وهي الجانية على حالها، لافتتانها كائنات وحشية التي تفتقر للعقل والمنطق كائنات حصرت تركيزها، على مؤخرة النساء ….الخ
فلنتحرر من عوالم الجنوسية ولنعيد النظر في منظومة العدل ونطالب باعادة سن القوانين الصارمة لردع المغتصبون و المتحرشون عن أفعالهم المشينة، لنطالب بإعادة صياغة العقوبات المنصوص عليها فالقانون الجنائي المغربي ف486و487 لتكون خير رديع لتصرفات مسيئة للإنسانية، لنطالب بمضاعفة العقوبات كما سبق ان طالب الحقوقيين المشرع بحذف الفصل 475 من ق.ج الذي كان فيمامضى يعفى من خلاله الجاني من العقوبة بزواجه بالضحية وبالفعل اتم حدفه سنة 2014.
هكذا يجب علينا ان نناضل من اجل وضع حد لهذه الفئة المتوحشة التي لاهم ولا شغل لها غير البحث عن سبل الاستجابة لرغباتها الحيوانية التي لادين ولا قانون ولا منطق يتقبلها ولا يقبلها، يجب مواجهتها بكل حزم ومعاقبتها على أفعالها المخزية لا نبحث لها عن اعذار وكفانا تعليق الشماعة بالنساء، على ان فئة الذكور فئة هشة لا حولا ولا قوة لها امام غريزائها. كفانا مجتمعا ذكوريا، كفانا تسامحا مع هؤلاء كفانا تقبل مايفعله الذكر وتبريره بمسؤولية الانثى.
كفانا والله لان نتائج فعل الاغتصاب وخيمة جدا، والتي تتمثل أزمات نفسية وجراح دامية في ارواح الضحايا التي يصعب أن تندمل على مر الزمن، وينتج عنها فوبيا الزواج بالنسبة للفتاة والرهاب من العلاقة الجسدية مع زوجها إن كان زوجا حنونا عطوفا ، وبالتالي محال ان لم نقل مستحيل ان يعاد ادماجها في الحياة الاجتماعية والزوجية وتنشئ اسرتها، وبالتالي اعدام اسمى حق لها الا وهو الامومة.
و ذاك الطفل غدا، يغدو شابا معقد نفسيا لا يجد نفسه رجلا بل تتمثل له نفسه على انه اثنى فيصير مثليا او يصير هو الاخر مجرما يتربص بأجساد الضعاف امراة كانت او طفلا ليستجيب لنشوته وشهواته الحيوانية او بدافع اتباث لنفسه انه له القدرة في تعويض داك الطفل الضعيف بوحش قوي ويبحث في نفسه عن سبل الانتقام من المجرم في ضحاياه.