أكد سفير المغرب بصربيا السيد محمد أمين بلحاج، أن المغرب ،وبفضل الرؤية السديدة والواضحة والذكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، كان سباقا في مكافحته لوباء “كورونا”.
وقال السيد بلحاج، في حديث لمجلة “كورد” الصربية حول التدابير التي اتخذها المغرب للتصدي للوباء ،”بفضل الرؤية الواضحة والذكية والسديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان بلدي سباقا في مواجهته للفيروس وحماية الأرواح، ففور تسجيل الحالات الأولى للإصابة تبنت المملكة سلسلة من الإجراءات القائمة على مقاربة وقائية واستباقية لاحتواء الوباء”.
وأبرز الدبلوماسي ،في حديثه ضمن عدد خصصته المجلة واسعة الانتشار لاستراتيجيات مكافحة وباء “كورونا” في مجموعة من دول العالم، أن خطة المملكة لمكافحة الفيروس ،متعددة الأبعاد وتتضمن تدابير متنوعة وشاملة وواسعة النطاق، للحد من انتشاره ومواجهة آثاره الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أنه وبمجرد تسجيل الحالات الأولى، أغلقت المملكة حدودها البحرية والجوية وأعلنت حالة الطوارئ الصحية منذ 20 مارس المنصرم، والتي تم تمديدها حتى 20 ماي القادم، كما أغلقت المدارس والجامعات واعتمدت نظام التعليم عن بعد، فيما واصلت المرافق الحيوية تقديم خدماتها للمواطنين.
وتابع أن المستشفيات العمومية والخاصة والعسكرية، التي رفعت طاقتها الاستيعابية بوحدات العناية المركزة الخاصة بها من 1600 إلى 3000 سرير، تواصل استقبال المرضى في أفضل الظروف الممكنة، وذلك بفضل التعبئة المثالية للأطر الصحية المغربية المدنية والعسكرية.
كما أكد تعبئة السلطات العمومية لدعم الساكنة الأكثر تضررا من تباطؤ النشاط الاقتصادي، وخاصة عبر الصندوق الخاص بتدبير جائحة “كورونا” الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس كمبادرة ملكية أثمرت زخما تضامنيا كبيرا في البلاد، وهو الصندوق الذي يواصل تلقي مساهمات مالية طوعية من كبريات الشركات وكبار المسؤولين وكذا المواطنين المغاربة الذين انضموا إلى هذا العمل التضامني.
وأبرز السفير أن مقترح جلالة الملك إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية لإحداث إطار عملي لمواكبة دول القارة في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة، يسمح بتقاسم أفضل الممارسات للتعاطي مع الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية للوباء في القارة.
وفي سياق آخر، أكد أن الدبلوماسية المغربية تبذل قصارى جهدها لدعم المواطنين المغاربة العالقين بالخارج والتكفل بهم، لافتا إلى إحداث سفارة المغرب ببلغراد خلية للأزمة لمواكبة والتواصل الدائم مع أي مغربي في صربيا ومونتينيغرو في هذه الظرفية الصعبة، مؤكدا عدم تسجيل أي حالة إصابة أو وفاة بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، والتي تلتزم بالتدابير الصحية المتخذة.
وبعدما استعرض بإسهاب كافة التدابير المتخذة لمكافحة الجائحة وعلى عدة مستويات، والتي مكنت من إبقاء الوضع تحت السيطرة والحيلولة دون انتشار العدوى، أكد أن المملكة اعتمدت استراتيجية تواصلية فعالة خلال كافة مراحل تدبيرها للأزمة الوبائية.
وأبرز أن هذه الاستراتيجية تقوم على إطلاع عموم المواطنين على المعطيات بشكل تدريجي، مما مكنهم من إدراك خطورة الوضع واتخاذ الاحتياطات الضرورية، وذلك من خلال خطاب رسمي واضح وسلس يتم بثه عبر مختلف وسائل الإعلام الوطنية للمساهمة في توعية الساكنة.
وأضاف السيد بلحاج أن لجنة اليقظة الاقتصادية ،التي أحدثها المغرب ، شرعت بالفعل في إعداد تصورات لإنعاش الاقتصاد، ومواكبة مختلف القطاعات المتضررة وجعل الشركات الوطنية أكثر مقاومة في مواجهة آثار الأزمة.
وأكد أن المملكة ،التي تفخر بإنجازاتها على المستوى الوطني، أعربت عن استعدادها لتقاسم خبرتها وتجربتها والتضامن مع بلدان أخرى، مبرزا أنها قبلت في هذا الإطار طلب مالي لتحويل المستشفى العسكري المغربي في سيبينيكورو بباماكو إلى وحدة لعلاج الماليين المصابين بالفيروس.