يعتقد العديد من الباحثين في حقل علم الاجتماع أن لحظة إخضاع جائحة كرورنا لمجهر التحليل السوسيولوجي لم تحن بعد، غير أن ذلك لا يمنع الباحثين في حقل العلوم الإنسانية من إنتاج أبحاث سوسيولوجية حول الجائحة وفهم تجلياتها على الفرد والجماعة طالما أن مفعول هذا المخلوق المجهري والعدو غير المرئي، قوي وبادي للناس في حياتهم اليومية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وعلى جميع المستويات الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية والنفسية، وبالتالي فاليقظة المنهجية والمسافة الزمنية والمعرفية لا تعطي الحق للباحث السوسيولوجي الانتظار أو ترقب اكتمال ذروة الجائحة ثم اختفائها ليدلو بدلوه.
كتاب “كورونا العيش في زمن اللايقين” للدكتور السعيد صدقي يعد من بين الإسهامات الفكرية التي حاولت الخوض في البحث السوسيولوجي حول جائحة كورونا والكشف عن التناقضات التي رافقت الفهم والممارسة. كتاب يستحضر محطات تاريخية للإجابة عن مجموعة من الأسئلة الوجودية التي ظلت تسكن ذوتنا في زمن وصفه الكاتب ب”زمن اللايقين”.
إدريس الكبيش