شغف بالجيولوجيا وتألق في مجال البحث العلمي، تعد الطالبة الشابة ابتسام اشرايكي، التي ساهمت مؤخرا في اكتشاف علمي قد يقلب المفاهيم حول أصل نشأة الحياة على كوكب الأرض، نموذجا للمرأة المغربية الشابة التي أثبتت قدرتها على الفعل والريادة في شتى المجالات.
مسيرة ناجحة نسجت خيوطها بنجاح ملفت الطالبة ابتسام اشرايكي، نتيجة للمثابرة والتحصيل الدراسي الجاد، حيث حصلت على شهادة البكالوريا في مسلك العلوم الرياضية بمدينة خريبكة، ثم الإجازة من الكلية متعدة التخصصات التابعة لجامعة الحسن الأول بنفس المدينة.
ولعب عنصر الوقت دورا مهما في المسيرة الأكاديمية للطالبة الشابة، فقد سابقت الزمن في أكثر من مرحلة لتتوج مجهوداتها العلمية بالولوج إلى أحسن الجامعات الوطنية، حيث حصلت على شهادة الماستر بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض، وتتابع حاليا دراساتها بسلك الدكتوراه.
هذا المسار الدراسي المتميز بحصول الطالبة الشابة على أعلى معدل ضمن مسلك الإجازة والحلول بين الطلبة الخمسة الأوائل في سلك الماستر، توج بمشاركتها في اكتشاف علمي كبير يضم معطيات قيمة على صلة بظهور الحياة وتطورها على كوكب الأرض.
وبالمناسبة، أكدت الطالبة ابتسام اشرايكي أنها تشتغل حاليا على أطروحة يدور موضوعها حول أثر الحياة على كوكب الأرض قبل العصر الكمبري ممولة من طرف أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالرباط بشراكة مع فريق بحث من جامعة القاضي وجامعة بواتيي بفرنسا وجامعة كارديف بالمملكة المتحدة.
وأضافت الطالبة الشابة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “خلال البحث تفاجأنا بوجود كائنات عاشت في ظروف جد قاسية داخل بركة مائية بالقرب من بركان، والمعروف أن هذه البرك تحتفظ بدرجة حرارة لا تقل عن 100 درجة، ومياهها شديدة الملوحة، وهذه الكائنات استطاعت أن تعيش وتتأقلم مع هذه الظروف القاسية، بل تطورت وصنعت مستحاثات رائعة”.
وأبرزت، في هذا الصدد، أن أهمية هذا البحث وقيمته المضافة لمشهد البحث العلمي يتمثل في كونه أماط اللثام عن كائنات مجهرية تأقلمت وتطورت في ظل ظروف قاسية ومميتة وغير قابلة لظهور أي نوع من الحياة”، مشيرة إلى أن هذا البحث سيمكن من التبنؤ وفهم إمكانية ظهور الحياة في كواكب أخرى ككوكب المريخ.
وسجلت الطالبة الشابة أن ما وصلت إليه اليوم من تألق في ميدان البحث العلمي، لم يكن ليتحقق لولا تشجيع الوالدين إلى جانب التسلح بالعزيمة والإصرار، منوهة بالدور الذي اضطلعت به أسرتها والأستاذة الجامعية نزهة لزرق المؤطرة لابتسام في أطروحة الدكتوراه، وسعيها في توفير كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق النجاح والتميز.
وفي معرض حديثها عن اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، أوضحت ابتسام اشرايكي أن هذه المناسبة تشكل التفاتة “جميلة” من المجتمع للدور الريادي للمرأة المغربية التي اكتسحت جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بدون استثناء.
وأشارت إلى أن النساء المغريبات بلغن مراكز مهمة ليس فقط على الصعيد الوطني، بل أيضا خارج الوطن، من قبيل العالمة المغربية الفيزيائية كوثر حافظي التي تترأس مركز الأبحاث النووية بالولايات المتحدة، وأول امرأة مغربية وعربية تدخل وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أسماء بوجيبار”.
وسجلت أن “ما وصلت إليه المرأة المغربية اليوم، يجعل المواطن المغربي يفتخر بما تحقق وبما هو آت”، داعية النساء إلى التمسك بأحلامهن مهما كانت كبيرة، إذ “يكفي فقط المثابرة والكفاح لتحقيقيها”.
والأكيد أن المسيرة العلمية المتميزة للطالبة ابتسام اشرايكي تدل بجلاء، على التقدم الملموس الذي أحرزته المرأة المغربية في شتى المجالات التربوية والاجتماعية والإدارية، وتعطي إشارات قوية وذات شحنة رمزية عالية بشأن الارتقاء بوضعية المرأة على مختلف الأصعدة