احتنضت محكمة الاستئناف بأكادير صبيحة يومه الاربعاء العاشر من شعبان 1442 الموافق لـ 24 مارس 2021 الجلسة الرسمية لأداء اليمين القانونية للمحاميات والمحامين المتمرنين والبالغ عددهم 24 منهم 5 محاميات، وتم استهلال هذه الجلسة بكلمة السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكاير والسيد الوكيل العام للملك والسيد نقيب هيئة المحامين بأكادير كلميم والعيون.
وقد تم استهلال هذه الجلسة بالكلمات التوجيهية لكل من السيد الرئيس الأول بمحكمة الاستئناف بأكادير والسيد الوكيل العام للملك بها والسيد نقيب هيئة المحامين بأكادير كلميم والعيون، وهي كما يلي: كلمة السيد الرئيس الأول
السيد الوكيل العام المحترم
السيد النقيب المحترم والسادة أعضاء مجلس الهيئة المحترمون
السيدان نائبا الرئيس الأول المحترمان
السادة المحامون المتمرنون المقبلون على أداء القسم القانوني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا أود أن أعبر لكم عن خالص تهاني لكم بالتوفيق والنجاح في امتحان الأهلية لولوج مهنة المحاماة، كما أود أن أهنئكم خاصة بالانتماء إلى هيئة المحامين بأكادير وكلميم والعيون، هذه الهيئة العتيدة التي تربطها بأسرة العدالة بهذه الدائرة علاقات متميزة مبنية على الاحترام المتبادل، والعمل سويا لتحقيق العدالة.
زملائي، إن المحاماة ليست مهنة فقط بل رسالة تحملها بما تعني من قيم النبل فلاسفة وأدباء، وساسة عظام سجلوا ببصمات من ذهب في صفحات التاريخ، ما قدموا للإنسانية من مواقف في سبيل تحقيق العدل والمساواة والحرية، وإن الانتماء إليها فارق بين مرحلتين، إذ بعد أداء اليمين يكون المحامي ملزما بالقطع مع كثير من الممارسات والعادات وملتزما بالتقيد بمجموعة من القيود والتقاليد والأعراف.
إن هذه المهنة الرسالة تقتضي من المشرف بالانتماء إليها التحلي بمجموعة من القيم لا تتوفر في غيره، قيم الصدق والنزاهة – الأمانة – الشجاعة – حسن الأخلاق – التواضع، بالإضافة إلى المعرفة الجيدة بالقانون.
ويحق لنا أن نفخر جميعا بمواقف جمعية هيئة المحامين منذ تأسيسها ومواقف القضاة عبر جمعيتهم رابطة القضاة منذ ستينيات القرن الماضي فيما يخص الدفاع عن استقلال القضاء والدفاع عن دولة الحق والقانون وحقوق الإنسان حتى تحقق ذلك بدستور 2011 بتناغم وتوافق بين الإرادة الملكية السامية والشعب المغربي.
وإني أحثكم على الاقتداء بالرواد في سلوكهم والاستفادة من تجاربهم والنهل من علمهم، فهناك بهذه الهيئة التي تم قبولكم فيها هامات قانونية وحقوقية يشهد لها التاريخ بالدفاع عن قيم العدالة والاستقامة والنزاهة والتفاني في خدمة الموكلين بكل تجرد وحياد غايتهم في مرافعاتهم الشفوية والكتابية هي تحقيق العدالة وتطبيق القانون ولم يكونوا يوما رهينة لرغبات موكليهم إذا كانت مجافية لمبدأ استقلال الدفاع.
أريد قبل أن اختم أن أؤكد أن هيئة المحامين باكادير تربطها بالسلطة القضائية وجميع مكونات العدالة بالدائرة علاقات متميزة منذ عقود أحثكم على الحفاظ عليها والحرص على استمرارها واستثمارها لصالح العدالة وخدمة الوطن.
وأؤكد لكم أن أبواب مكاتبنا مفتوحة في كل وقت وحين كما أن قلوبنا مفتوحة، فأنتم في عمر أبنائنا فاعتبرونا أباءكم بما تعني كلمة الأب من عطف وحنان وحرص على مصلحة الإبن.
والسلام
كلمة السيد الوكيل العام للملك
السيد الرئيس الأول بمحكمة الاستئناف بأكادير رئيس الجلسة
السادة اعضاء الهيئة المحترمين
السيد النقيب الممارس وأعضاء مجلس الهيئة
السادة النقباء والسادة المحامون
السيدات والسادة المحامون المتمرنون
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
بفيض من الفخر والاعتزاز لي الشرف ان اتناول الكلمة في هذه الجلسة الرسمية التي تجسد الطقوس و التقاليد القضائية وأعراف مهنة المحاماة العريقة، عريقة عراقة القضاء وتليده اسوة بالحق والتي تتم في احترام لضوابط الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي .
بداية نرحب بكم ونشارككم سعادة احتفائكم ببداية الانتماء لهذه المهنة النبيلة بهذه الهيئة العتيدة وانتم على موعد مع قسم
وهو ميثاق غليظ يجسد قيمها ونبل رسالتها للدفاع عن الحقوق وصون الحريات.
ولعمري فالانتساب لهيئة الدفاع ذات الماضي المجيد يتطلب التحلي بالصبر و التشبع بأخلاقيات المهنة وتقاليدها العريقة ذات الحمولة القانونية والحقوقية المرتبطة بماضي تليد وحاضر مشرف ومستقبل ستساهمون و لا شك في حمل مشعله للارتقاء بمنظومة العدالة بتعاون مع السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة ووزارة العدل وباقي المتدخلين في منظومة العدالة.
وهذا القسم المؤطر بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 12 من القانون 28.08 المنظم لمهنة المحاماة و لا اجد ابلغ من قول الحق جل وعلا في سورة الواقعة ” وانه لقسم لو تعلمون عظيم” باعتبار ان الأمر يتعلق بتكليف يفرض الالتزام بقيم وأخلاقيات هذه الرسالة النبيلة بهذه الهيئة العتيدة للحفاظ على تقاليدها المتجذرة في عمق التقاليد القضائية العريقة وأعراف مهنة المحاماة باعتبار المحاماة جزء من اسرة القضاء. خاصة و انكم تنهلون مع الاخوات القاضيات والسادة القضاة من معين واحد وتحكمنا جميعا اخلاقيات وقيم نبيلة منبعها الضمير المسؤول.
السيدات والسادة المحامون المتمرنون لاشك انه بعد اداء القسم استنادا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 12 من القانون رقم 28.08 المنظم لمهنة المحاماة ستشرعون في الاستفادة من فترة التمرين التي سيشرف عليها من هم اقدر منكم وأكثر تجربة فعليكم بالمواظبة لصقل معارفكم النظرية واكتساب تقنيات عمل المحامي. وهنا لابد من ابراز دور النيابة العامة في المساهمة في التكوين ومواكبة ندوات التمرين فضلا عن دورها في توفير الضمانات القانونية للمحامي في إطار سيادة القانون. وبذلك فأنتم مطالبون بالانخراط في التكوين من خلال اكتساب مهارات الرقمنة التي اصبحت ضرورة ملحة خاصة في ظل ما تم الوقوف عليه من ضرورتها اثناء جائحة كوفيد 19 .
لاشك أنكم أمام أمانة ثقيلة وتاريخ غني بالقيم والتقاليد التي بناها جيل بعد جيل من النقباء والمحامين الرواد وعليكم اليوم المحافظة عليها وتكريسها من خلال التشبث بقيم الالتزام والمسؤولية والتعاون والتكامل على اعتبار أن المحاماة تبقى دائما الجناح الثاني للعدالة.
بعد هذه الكلمة التوجيهية للنيابة العامة، التمس من السيد الرئيس الأول و السادة اعضاء الهيئة المحترمين بعد تأكيد المستنتجات الكتابية، التفضل بالمناداة على السيدات والسادة المحامين المتمرنين ومطالبتهم كل باسمه بأداء اليمين القانونية وفق الصيغة المؤطرة بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 12 من القانون 28.08 المنظم لمهنة المحاماة وأمر السيد كاتب الضبط بتسجيل كل ما راج بالجلسة في محضر رسمي للرجوع إليه عند الحاجة .
وإنني إذ أجدد لكم التهنئة بمناسبة أداء هذا اليمين وقد نلتم شرف الانتساب لمهنة المحاماة بهيئة المحامين بأكادير ، كلميم والعيون أؤكد أن أبواب هذه المؤسسة بالدائرة الاستئنافية لأكادير ستظل دائما كما عهدتموها مفتوحة لكل المنتسبين لها للتواصل والتعاون البناء وفق القيم الأخلاقية والضوابط القانونية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحرر بالنيابة العامة بمحكمة الاستئناف بأكادير
بتاريخ 24 مارس 2021
كلمة السيد النقيب
نصت المادة 12 من القانون رقم 08/28 المنظم لمهنة المحاماة على صيغة القسم التي يتعين أدائها للقبول في لائحة التمرين، وأمام محكمة الإستئناف، في جلسة خاصة .
إن الإطلاع على هذا المقتضى القانوني يوضح بأن القسم هو شرط لازم للقبول في لائحة التمرين أولا، ويتم تخصيص جلسة خاصة له أمام محكمة الإستئناف ثانيا، مع إيلاء رئاستها للسيد الرئيس الأول وحضورها من طرف السيد الوكيل العام بصفتهما هذه ثالثا، بشكل يؤكد تلك الأهمية التي أولاها المشرع لأداء القسم لبدء ممارسة مهام الدفاع .
كما أن صيغة القسم التي حددت كيفية الممارسة المهنية، ما بين السلوك العام، والسلوك نحو المؤسسات القضائية، والسلوك نحو المتقاضي، والسلوك نحو الدولة، يؤكد على توخي الإحاطة بكل نواحي الممارسة المهنية للمحامي، وضرورة الوعي بها عند بدء هذه الممارسة.
في ذات الوقت الذي كان لاختيار تسمية القسم بدل اليمين، تلك الدلالة والذي يفيد دوما الأيمان الصادقة والتي لا تقبل الحنث بها .
فهؤلاء الحاضرون أمامكم الآن هم مستقبل مهنة المحاماة بهذه الدائرة التي تمتد على نصف التراب الوطني، وسيؤدون القسم القانوني بدلالته وأبعاده وآثاره، ليجسدوا من لحظة أداء هذا القسم حماة التطبيق السليم للقانون، والدرع الحقوقي الصامد ضمن منظومة العدالة، الذي سيواصل الذوذ عن ترسيخ الحقوق والحريات وإرساء قواعد المحاكمة العادلة.
إن أداء القسم هو منطلق لثلاث سنوات من التمرين تأخذ منطلقها من مكاتب زملائنا الممرنين، مرورا بندوات التمرين التي يأبى واضعوا قانون المهنة إلا أن تتحملها الهيئات لحد الآن، وانتهاءا بقاعات الجلسات ومكاتب كتابة الضبط داخل المحاكم، ودون أن يكون في ذلك مساس باستئثار النقيب بمهام التمرين وتكوين المحامين المتمرنين .
إن مساهمتكم أيها الحاضرون في هذا التمرين يخول لا محالة ذلك الإنتقال من خانة الطالب إلى حامل رسالة المحاماة، والتي لامسنا دوما مدى فعالية هذه المساهمة من خلال مراعاة حقيقية لدقة هذه المرحلة الإنتقالية من طرف السادة القضاة .
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أعبر لكم عن شكري وامتناني باسمي الخاص وباسم السادة أعضاء المجلس وكل محاميات ومحاميي هذه الهيئة على عنايتكم الفائقة .
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والإحترام.
