عادل الكرموسي
خرج حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال سابقا عن صمته، منتقدا ما جاء على لسان خلفه نزار بركة، من تصريحات أدلى بها في لقاءه الصحفي الأخير بوكالة المغرب العربي للأنباء، متهما هذا الأخير بأنه قال كلاما في حق مدينة فاس ومواطنيها، لم يقله أحد من قبله سابقا.
شباط هدد في بث مباشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، “الفايسبوك”، بالخروج من حزب الاستقلال واختيار وجهة سياسية أخرى، في حال استمر نزار بركة في ترشيح أشخاص من خارج فاس، فلا لوم عليه باتخاذ توجها آخر في إشارة منه لقرب مغادرته حزب الميزان وركوب سفينة حزبية جديدة، وذلك في حال أصر البركة على المضي قدما فيما يتخذه من قرارات وصم آذانه عن التحذيرات التي وجهها إليه شباط.
وسرد شباط جزءا كبيرا من حياته الحزبية والنقابية داخل حزب الاستقلال، مخاطبا نزار البركة، “تاريخي معكم صعب بسبب مواقفك المتذبذبة”، ومتهما إياه بأنه باع فاس لكي يكون وزيرا في الحكومة، ويحافظ على تحالفه مع العدالة والتنمية في المرحلة القادمة.
وخاطب شباط، خلفه نزار البركة، “عليكم أن تتفكروا ساعات الخير، ومجهوداتي لبناء الحزب والوطن”، قبل أن يحذر البركة “من الإتيان بأصحاب الشكارة، الذين لن ينفعوا الحزب في المعارضة أو الحكومة، مشددا على أن شباط محبوب عند أهل فاس ومكناس، وتحدى البركة بقوله:” آجي نضربو دويرة أنا وأنت في مدينة العرائش والله حتى أنا معروف أحسن منك، خصك تفيق من داكشي لي تدير خطينا من كذباوية، فالتحديات الدولية والاقليمية التي تواجه المغرب كبيرة جدا” يؤكد شباط.
وشدد شباط وهو يهاجم البركة. بأنه لن نسمح له بتشتيت حزب الاستقلال في مدينة فاس، متهما الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال بأنه لا يتحاور، داعيا إياه إلى تحمل مسؤوليته التي وصفها بالكبيرة، خصوصا فيما يجري داخل فاس، مذكرا باستمرار نزيف الاستقالات داخل حزب الاستقلال في العديد من المدن المغربية وفي فاس خصوصا.
شباط كشف في خرجته المنتقدة للبركة، بأنه اقترح على هذا الأخير الترشح لعمودية فاس في الانتخابات القادمة ورفض ذلك.
شباط وهو يرد على تصريحات البركة، اختار أن يسرد نبذة تاريخية عن مساره في تسيير الشأن المحلي بمدينة فاس منذ سنة سنة 1992، مشيدا بما قام به من عمل جماعي جبار.
وقال الأمين العام السابق للميزان، إن فاس عرفت في عهده اقلاعا حقيقيا في كل المجالات، وشهدت ثورة نقلت مدينة فاس إلى مصاف الدول الكبرى، على مدى ولايتين متتالين، عاشت خلالها المدينة ازدهار وتطور عمراني، قبل أن يصف نفسه بأنه قيمة مضافة للتدبير، وكان تدبيره لها قاطرة للتنمية، وخلصها من المديونية، مستعرضا تدرجه في مساره في نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ومفتخرا بالانجازات التي حققها في النقابة.
وحفاظه على ممتلكات الحزب، كاشفا في هذا السياق، بأنه حرر320 عقار كانت محجوزة، في ملكية أشخاص، ليتم تحفيظها في اسم حزب الاستقلال، في سابقة لم تتحقق منذ 80 سنة.
ودعا شباط نزار البركة إلى احترام حزب الاستقلال وتاريخه، ودماء شهداءه، وقال منتقدا البركة: ” ومتبقاش تنقز من هنا إلى هناك، وسي نزار معمرك درتي سياسة، ولكن قبلناك، إلى محترمتنيش مغديش نحترمك انا شباط وأنت نزار، وأنا الأمين العام الحقيقي، بالديمقراطية وبالقضاء، لا أقبل باهانتك لمدينة فاس”.
واتهم شباط الأمين العام لحزب الاستقلال بأن طريقة تدبيره للانتخابات الجماعية والتشريعية، تسببت في خلق الفتنة داخل حزب الاستقلال، متهما البركة بعدم احترامه رغم أنه يكبره سنا، والاستمرار في ارتكاب أخطاء تنظيمية، من خلال تعيينات مسؤولي جدد، وإقصاء الأطر الشبابية داخل حزب الاستقلال.