اتهم مغاربة عالقون بتركيا جراء قرار إغلاق الحدود شركة الخطوط الملكية المغربية بفرض أسعار “فلكية” على رحلات العودة إلى المغرب، حيث باتوا مضطرين لدفع آلاف الدراهم للحصول على تذكرة على متن طائرات “لارام”، وهو ما يثقل كاهلهم بتكاليف مالية لا يستطيعون تحملها.
وكانت اللجنة البين الوزارية لمواجهة كوفيد، والمكونة من وزارات الداخلية، الخارجية، الصحة والنقل، قد أعلنت أمس الاثنين، أنها سمحت، بصفة استثنائية، بالرحلات الجوية للركاب نحو المملكة انطلاقا من البرتغال وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
وانتقد مغاربة عالقون بمدينة اسطنبول التركية في تصريحات لموقع القناة الثانية غياب مراقبة الحكومة على الأسعار التي تفرضها شركة الخطوط الملكية المغربية لتأمين رحلات العودة إلى المغرب، حيث تراوحت بين 7 آلاف درهم و 15 آلاف درهم للتذكرة الواحدة، وهو ما يتجاوز بشكل كبير الأسعار المعلنة قبل فرض قرار إغلاق الحدود يوم 28 نونبر المنصرم، والتي تراوحت بين 3 آلاف درهم و 4 آلاف درهم.
عمر، مواطن مغربي قدم إلى تركيا من مدينة وجدة بغرض السياحة، أكد للموقع أنه تمكن من شراء تذكرة على متن رحلة “لارام” المبرمجة يوم 19 من الشهر الجاري ب 6800 درهم، مشيرا في تصريح للموقع أن اقتناء تذكرة العودة لم يكن أمرا سهلا حيث اضطر للتواصل مع إحدى وكالات الأسفار بمدينة الدار البيضاء وتكليفها باقتناء تذكرة له بعدما تعذر عليه الحجز عبر موقع الشركة، مؤكدا أن هذه الأخيرة بدأت في نشر إشعارات على موقعها حول عدم بقاء مقاعد شاغرة خاصة في رحلاتها المبرمجة أيام 15 و16 و17 دجنبر، وذلك بعد أقل من نصف ساعة على عرضها للبيع.
وأضاف قائلا، “أنا شخص واحد فقط ووجدت السعر مبالغا فيه لكن ماذا عن العائلات المغربية المكونة من أربعة أو خمسة أشخاص؟ لا شك في أنهم سيجدون صعوبة كبيرة في تأمين هذا المبلغ الكبير، علما أن هناك مغاربة حجزوا رحلات عودتهم إلى المغرب قبل قرار الإغلاق على متن الشركات التركية Turkish Airlines و Pegasus ولم يتوصلوا بعد بتعويض عن الرحلات الملغاة أو المؤجلة.”
وتساءل مغاربة في مجموعات على تطبيق واتساب كيف تسمح الحكومة المغربية لشركة “لارام” بفرض مثل هذه الأسعار “الجنونية” في الوقت الذي لا يستطيعون فيه حتى تحمل تكاليف الإقامة حاليا في تركيا، مشددين على ضرورة تدخل السلطات لأنه من غير المعقول أن يتحملوا مثل هذه المصاريف في هذه الظرفية.
كما انتقدوا قيام لارام بإلزام المغاربة الذين سبق لهم حجز رحلات العودة عبر الشركة قبل قرار الإغلاق بدفع مصاريف إضافية للحصول على تذكرة في الرحلات الاستثنائية، بدل الاكتفاء بتغيير تذاكرهم، مشيرين إلى أن الشركة طالبتهم بأداء مصاريف إضافية تصل إلى 240 يورو لكل تذكرة.
وحول أسباب فرض هذه الأسعار المرتفعة، أوضح مسؤول بوكالة للأسفار بمدينة الدار البيضاء أن هذه الأسعار هي قرارات تجارية محضة تتخذها شركات النقل الجوي ولا تتدخل فيها الحكومة، حيث تأخذ في الاعتبار التكاليف المرتبطة بتشغيل هذه الرحلات الاسثنائية بالإضافة للمخاطر التي تتحملها هذه الشركات خلال ترتيب مثل هذه الرحلات، مؤكدا في تصريح للموقع أن للمسافرين الحرية في أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا يريدون الشراء من عدمه.
وأضاف أنه لا يجب إغفال أن هذه الشركات ترسل طائراتها فارغة من المغرب إلى تركيا، حيث يتم تحديد سعر التذكرة بعد احتساب مجموع النفقات الأساسية من وقود وطاقم وصيانة وضرائب ورسوم تفرضها الحكومات الأجنبية وسلطات المطارات ببلدان الوصول، مقسوما على عدد مقاعد الطائرة.