بينما كانت الشرطة تنكب على فحص هويات الطالبات المعنيات برسائل “واتساب” التي كشفت عن فضيحة “الجنس مقابل النقط”، داخل كلية الحقوق بجامعة الحسن الأول بسطات، كان البحث من لدن المحققين جاريا، أيضا، عن هوية الشخص الواقف وراء تسريب كل تلك الكمية من الرسائل التي أنهت مسار أساتذة جامعيين، وأضرت بسمعة جامعة بأكملها.
بدأت الشرطة بحثها وراء خيط التسريب، باعتباره أصل المشكلة، من الشخص الذي أخبر من سيصبح متهما رئيسيا في هذه القضية، رئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق، بوجود تلك الرسائل بحوزته. كان صديقه في مدينة أبي الجعد، وقد كان كذلك سببا في دفعه إلى اللجوء إلى الشرطة المحلية لوضع شكوى بالتشهير.
اسمه (ح.ص)، وهو مدان سابق بتهمة المساهمة في الابتزاز عبر مواقع الإنترنت. قضى خمسة أشهر في السجن. وهو كما يقدم نفسه “صديق” للمتهم الرئيسي في القضية. توصل من رقم هاتفي مكشوف، على تطبيق التراسل الفوري (واتساب) كما قال، بـ46 صورة تحتوي على الرسائل المتبادلة بين الأستاذ المذكور، وبين طالباته. حدث ذلك في 5 شتنبر الفائت. وأخبر صديقه على الفور، وسيلتقيه لاحقا وهو في طريقه إلى مركز شرطة أبي الجعد حيث وضع شكايته. لكن يوما واحدا بعد ذلك، أصبحت تلك الرسائل متاحة للجميع.
لا يعرف صديق الأستاذ هوية صاحب الرقم المكشوف الذي بعث إليه بالرسائل، ولسوف يقدم هاتفه إلى الشرطة لاحقا، كي يخضع لخبرة تقنية. قدمت إليه الشرطة صورة شخص، لكنه لم يتعرف عليه.
هذه الصورة تعود إلى من سيكون المشتبه فيه التالي في تسريب الرسائل. اسمه (س.ز)، وهو فنان تشكيلي يقيم في الصويرة. خلال استجوابه من لدن الشرطة، لم يستطع التعرف على المتهم الرئيسي، سواء عندما عرض عليه اسمه، أو صورته. وكذلك بالنسبة لصديق هذا الأستاذ. جيء به من الصويرة إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، لأن الرقم الذي بعث بالرسائل إلى صديق الأستاذ الجامعي، مسجل باسمه. أنكر أن يكون قد استخدم هذا الرقم من قبل. لم يسبق لهذا الرجل أن زار مدينة أبي الجعد أبدا.
وصلت الشرطة إلى باب مسدود، لكنها غيرت الشرطة منهجيتها. شرعت في البحث عن الصراعات القائمة بين أطراف هذه القضية، فقد تكون سببا محتملا لتنفيذ عملية تصفية حسابات كهذه بواسطة تسريب الرسائل.
ستكتشف الشرطة أن لطالبة تعد بين الضحايا الرئيسيات لرئيس شبعة القانون، ماض مع شاب كان يدرس في هذه الجامعة. هل يكون صديقها المقرب قد شعر بالغيرة، أو انتقم بسبب انفصال صديقته عنه. استجوبت الشرطة الطالب واسمه (س.ح)، وحصلت على معلومات إضافية. الطالب وصديقته، وكلاهما حاصلان على شهادة الماستر، تقدما معا، إلى مباراة لولوج سلك الدوكتوراه، عام 2020، وبينما أخفق هو في ضمان مقعد له في هذا السلك، “نجحت هي في ولوجه دون عناء” كما قال للشرطة. أنكر الطالب أن يكون لديه خلاف مع أستاذه بسبب علاقته بصديقته السابقة، أو بأي مشاعر قد يكون شكلها عقب مباراة ولوج الدوكتوراه. أنكر كذلك أن تكون لديه أي صلة بالرقم الذي استخدم لتسريب الرسائل. أخلت الشرطة سبيله رغم كل شكوكها.
أوقفت الشرطة بحثها عند هذه الحدود. سيبقى ذلك الرقم الهاتفي شاهدا على فضيحة، لكنه “شاهد بدون هوية”، وقد يبقى على هذه الحال إلى الأبد.