واعتبر أولاف، في ندوة حول “ريادة الأعمال في المجال الثقافي والاقتصاد الإبداعي” نظمت بمركز الأبحاث والدراسات في مهن الطبيعة والتنمية المستدامة (مقره بأسا تابع لجامعة ابن زهر أكادير)، أن لمنطقة أسا الزاك مؤهلات عديدة وبنية تحتية مشجعة يمكن استثمارها في تحريك أنشطة الاقتصاد الإبداعي.
وأوضح الخبير الأمريكي أن الاقتصاد الإبداعي يضم كافة الأنشطة التي تتطلب قسطا من الإبداع البشري، وتوجد في صميمها الأعمال الفنية ( مثل الموسيقى والمسرح والأفلام…) وأعمال الصناعة التقليدية، كما تشمل دائرة هذا النوع من الاقتصاد الأنشطة السياحية (السياحة الثقافية، الطبيعية..) والتصميم وتدبير التراث.
واستدل الباحث ببعض الأرقام التي تظهر مدى قوة الفرص والإمكانات التي ينطوي عليها هذا المجال، مشيرا في هذا السياق إلى أن 6.1 بالمائة من الاقتصاد العالمي اليوم يعد اقتصادا إبداعيا يضم الفن والحرف، وأن عائدات هذا الاقتصاد فاقت 4.3 تريليون دولار منذ 2011.
وأبرز أن الدور المتنامي لهذا القطاع في الاقتصاد العالمي وامتداده في عدة مناطق جعل عدة منظمات دولية تهتم به وفي صدارتها الأمم المتحدة التي تصدر كتيبات ودلائل تقدم معطيات حول هذا القطاع في مختلف بلدان العالم.
وبالنسبة إلى الخبير الأمريكي فإن الاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا الاقتصاد يمر بالضرورة عبر الإلمام بكيفية ريادة الأعمال في المجال الثقافي التي تتطلب في نظره تضافر ثلاثة عوامل هي ” أناس برؤى مبدعة واناس بقدرات عالية على التخطيط يعملون معا على دبير الموروث الثقافي بشكل مربح”.
وذهب إلى أن مثل هذه المبادرات المبدعة تؤدي الى توفير مصدر رزق مستدام “للمقاولات الثقافية” التي تؤثر ايجابا على اوضاع الناس المعيشية وتخلق قيمة ثقافية لكل من منتجي ومستهلكي الخدمات والمنتجات الثقافية.
واعتبر أن ريادة الأعمال في المجال الثقافي بالنسبة لمدينة ما (أسا مثلا) تبدأ بتصنيف أحياء ومناطق ومختلف أجزاء هذه المدينة لمعرفة تلك التي تصلح لأن تكون محلا لأنشطة ابداعية (أنشطة الاقتصاد الإبداعي) وهي عملية تعرف لدى المتخصصين ب”كرياتيف بلايس مايكينغ”.
ونظمت هذه الندوة جامعة ابن زهر بشراكة مع جامعة مينيسوطا الأمريكية وعمالة إقليم أسا الزاك والمجلس الإقليمي لأسا الزاك بهدف عرض التجربة الأمريكية المتعلقة بريادة الأعمال في الميدان الثقافي على أنظار المتخصصين في هذا المجال بإقليم أسا الزاك.