فيصل روضي
يبدو أن جل شوارع وأزقة عمالة انزاكان ايت ملول، باتت ترتي المارة ومستعملي الطريق لمصير حالها، فمعظم الطرق والأزقة بالمجال الترابي للعمالة، اضحت تتوفر على خرائط مشكلة من حفر وأخاديد، مرسومة بعناية وسط شوارعنا، حتى أضحت هاته الأخيرة، مجالا حيويا لممارسة رياضة الكولف، فالمتأمل لحال شوارع العمالة، ليجد غصة في حلقه، من سوء تدبير الجهات والمصالح المعنية بترميم الشوارع وتعبيدها، ولضخامة الميزانيات المالية المستخلصة من أموال دافعي الضرائب، تصرف لفائدة مقاولات جشعة همها الوحيد هو الربح السريع وإنجاز طرقات مغشوشة لا تحمل من الموصفات إلا الاسم، فيحن تبقى بعيدة كل البعد عن الشوارع والمسالك التي تخضع لمنطق الجودة والإتقان.
إن المسؤولية الجسيمة في ما آلت إليه معظم المشاريع الخاصة بتعبيد الطرق وترميمها، ملقاة على ممثلي المجالس المنتخبة والسلطات الوصية على السواء، إذ كيف يسمح مسؤولو الإقليم بإنجاز طريق لم يمضي على انجازها بضعة شهور حتى تقتلع من جذورها مع اول زخات مطرية، والأمثلة عديدة في هذا المجال، فيحين يتم التأشير بالمصادقة النهائية على نهاية الأشغال، وكأن أرباب هاته المقاولات معفيون من الحساب ومراجعة الأشغال كما ألتزمو بذلك في كناش التحملات، لتبقى مصلحة المواطن آخر شيئ يمكن التفكير فيه، فلو أن كل مسوؤل ترابي قام محاسبة الشركات المخلة بدفاتر التحملات التي تعهدوا بتطبيقها على أرض الواقع، لما تناسلت مثل هاته الشركات الجشعة التي تتحين إعلانات العروض للفوز بهاته الصفقات السمينة باستعمال كل المغريات وشراء الذمم ومنح العطايا والرشاوي لأجل الفوز بالصفقات، لنرى في أخر المطاف مشاريع ورقية تنهار مع أول امتحان لها، خصوصا أثناء حلول مواسم الأمطار حيت تظهر العيوب في واضحة النهار.
لقد أصبح المواطن اليوم، أكثر وعيا من ذي قبل، خاصة في عز الثورة المعلوماتية، وأضحى من الصعب اليوم أن يضحك على ذقون المواطنين، حيت لم تعد تنطلي طريقة استخدام الزيوت المحروقة بدل الإسفلت الأصلي، وكذا فوز شركات ضعيفة بصفقات مشاريع، رغم أنها لا تجمعها في الأصل بمشاريع تعبيد الطرقات سوى الخير والإحسان، إذا ما قورنت طبعا بشركات عملاقة هي الرائدة في انجاز وترميم المقاطع الطرقية بكل إتقان وحرفية، وهو الأمر الذي بات يستلزم من الجهات المسؤولة أن تتجاوز فكرة إستغباء المواطن وانجاز طريق مهما كان نوعها، والتهليل لها في النشرات الإخبارية والبرامج الإذاعية، في حين أن الأصل يستدعي الإخلاص في العمل وخدمة الوطن والمواطنين بدل الجري وراء المصالح الشخصية ومراكمة الأرباح .
إن المتتبع لحال بعض الشركات المغمورة، التي أضحت بين عشية وضحاها ذات أرصدة ضخمة ورأسمال قوي بفضل قربها من مصادر القرار، بعدما كان الى الأمس القريب مجرد مقاولات نكرة، بل إن بعض المسؤولين لا يجدون حرجا في المساهمة في رأسمال هاته الشركات تحت غطاء مسميات وألقاب عائلية، تفاديا للحرج وللوقوع في ما لا تحمد عقباه، حتى أضحى هؤلاء المسوؤلين برفقة عائلاتهم يمتلكون أرصدة ضخمة في المصاريف البنكية بحكم امتلاكهم لأسهم داخل هاته الشركات، والتي تستفيد بدورها من العلاقات المتشابكة لهؤلاء المسوؤلين مع الجهات الرسمية في كل مدينة أو إقليم وحتى لدى المصالح المركزية ، حيث تبسط كافة السبل لشركاتهم المحضوضة قصد إبرام صفقات بملايير السنتميات.
إن العديد من مستعملي وسائل النقل بتراب العمالة، لمستاؤون ومتذمرون من حال هاته الطرق خاصة على طول المحاور الطرقية بازرو وايت ملول وانزكان والتمسية، ولسان حالهم يتحسر على حال الطرق، وبهاته المناسبة نهمس في أذن مسؤول عمالة الإقليم، أن يعمل جاهذا لحث المجالس المنتخبة بالإقليم على اإصلاح وترميم مجموعة من المسالك الرئيسية التي أصبحت وصمة عار بهذا الإقليم العزيز، خصوصا إذا علمنا إن مدينة انزكان تعتبر المعبر الرئيسي لكل السيارات والشاحنات العابرة للمدن المجاورة بين شمال وجنوب الملكة بالمغرب.