يخيم الحزن والصدمة على ساكنة دوار “زاوية أمزاورو” بجماعة تنزولين بإقليم زاكورة، بعدما شيعت ظهر أمس الأربعاء، جنازة طفل في سنته الثالثة إلى مثواه الأخير، بعد أن لفظ أنفاسه متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها بسبب هجوم شرس لكلاب ضالة عليه.
محمد بنويس، شقيق الهالك، قال إنه توفي بقسم الانعاش بمستشفى ابن طفيل بمراكش، مضيفا في تصريح لموقع القناة الثانية، أن وفاة شقيقه كان بمثابة جرعة ألم قاسية تتلقاها الأسرة.
وعن تفاصيل الحادث، روى بنويس، أن “صغير الأسرة يدعى قيد حياته “عدنان” كان يلعب على بعد أمتار قليلة عن منزلهم، لتباغته عدد من الكلاب الضالة حوالي الساعة الواحدة زوالا، استغلت تواجده لوحده لتنقض عليه وشرعت في نهشه” يقول ذات المتحدث.
وتابع، “وفي تلك الأثناء لمح أحد سكان الدوار تجمهر الكلاب وصراخ الصغير فقام بإنقاذه من قبضة أنيابهم”، قبل أن يستطرد، تم نقل الطفل الذي كان فاقدا للوعي وملطخا بالدم على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي الدراق بزاكورة ثم إلى مستشفى سيدي احساين بورزازات، حيث قدمت له الاسعافات الاولية.
وأشار إلى أن طبيب مستشفى ورزازات رفض بقائه نظرا لحالته الصحية الخطيرة وطلب بنقله إلى مراكش، وواصل، أن شقيقه أصيب بجروح غائرة على مستوى الحنجرة والرأس وعدد من مناطق جسده، مفيدا أن بعد مرور أكثر من ست ساعات على الحادثة وفي انتظار نقله عبر المروحية في اتجاه مراكش ظل الصغير يصارع آلام جروحه الخطيرة.
وأبرز ذات المتحدث ضمن تصريحه، أن الطفل وصل إلى مراكش حوالي الساعة الثانية ليلا على متن سيارة الإسعاف بعدما استعصى نقله عبر المروحية، ملفتا إلى أن الضحية دخل مباشرة إلى قسم العمليات حيث خضع لعملية جراحية على مستوى الحنجرة ورثقت جروحه، وبقي في غرفة الانعاش في حالة غيبوبة، يحكي بنويس.
وأضاف، أنه بعد مرور ساعات قليلة على العملية الجراحية فارق الطفل “عدنان” الحياة، إذ لم يستطع جسمه تحمل الإصابات.
وبصوت مكلوم، حمل محمد بنويس، السلطات المحلية مسؤولية الحادث بسبب غياب حملات تمشيطية للكلاب وتركها تجوب في الدوار، مؤكدا أن حالة الطفل “عدنان” ليست هي الأولى، حيث سبق أن كان هناك ضحايا آخرون بسبب الكلاب المنتشرة، وتمت مراسلة السلطات المحلية في هذا الشأن”، على حد قوله.
مشددا على أن سكان المنطقة يعتزمون الخروج في وقفات احتجاجية تنديدا على عدم المبالاة بخطورة هذه الكلاب والتي تمس سلامتهم وحياتهم، مؤكدا أن عددا من الأسر تمنع أطفالها من الذهاب إلى المدرسة خشية أن تهاجمهم الكلاب.