اساتذة باحثون، و فاعلون من جهة سوس ماسة يلتئمون في ملتقى الثقافة والفنون لصالون أمجاد الأدبي في نسخته التاسعة

اساتذة باحثون، و فاعلون من جهة سوس ماسة يلتئمون في ملتقى الثقافة والفنون لصالون أمجاد الأدبي في نسخته التاسعة

أحداث سوس6 نوفمبر 2018آخر تحديث : منذ 5 سنوات

اجتمع عدد من الأساتذة الباحثين، والفاعلين المهتمين في جهة سوس ماسة، ليلة أمس السبت، ضمن فعاليات النسخة التاسعة لملتقى الثقافة والفنون لصالون أمجاد الأدبي، للحضور، والمشاركة في اللقاء، الذي يحاضر فيه محمد الخطابي، أستاذ التعليم العالي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة ابن زهر في أكادير.

يذكر أن الدكتور محمد الخطابي، أستاذ جامعي في شعبة اللسانيات، وتحليل الخطاب السياسي، ومؤلف العديد من الكتب، التي تتناول المجال، افتتح الصالون الأدبي، باستحضار المرجعية التاريخية، والفكرية لمختلف المدارس، التي كانت سباقة إلى تناول مادة الخطاب السياسي، بداية بالمدرسة الفرنسية على يد اللساني الماركسي “ميشيل بيشو” عام 1969، مرورا بالمدرسة الإنجليزية، التي أحدثت الطفرة الأساسية في موضوع تحليل الخطاب السياسي من طرف باحثين إنجليز، أبرزهم المؤلف “نورمان فيركلو”، الذي ربط بين اللغة والسلطة، وتطرق إلى الخطاب بوصفه ممارسة اجتماعية، وصولا إلى تطرق الجامعات المغربية إلى الموضوع.

وكانت وحدة دكتوراه السيميائيات في كلية الحقوق في الرباط قد احتضنت أول عمل حول خطب الراحل الحسن الثاني ، بالإضافة إلى تنظيم يوم دراسي عام 1999 تناول موضوع “الثقافة ومتخيل الخطاب السياسي في المغرب، وندوة الخطاب السياسي في المغرب.. متخيل، ومرجعيات، وسياق”.

وفي السياق ذاته، أكد محمد الخطابي أن مظاهر السلطة موجودة في جميع المؤسسات، وليست منحصرة في السلطة المادية، المتصورة لدينا في الداخلية، ومؤسساتها، مشيرا إلى الجانب الشكلي للمحاكم في المغرب، التي تضع القضاة في منصة عالية، تجعلهم فوق باقي المكونات من محامين، ومدعين، ومدعى عليهم، وعموم الحاضرين.

واعتبر الخطابي هذا الأمر تجل من تجليات السلطة، لكون هذه الأخيرة اجتمعت بيد القضاة، وقال إن الإعلام بدوره لما ينقل حوادث معينة، ويكتفي بالإشارة إلى أسماء الأطباء ومدري المستشفيات، ويتجنب الإشارة إلى أسماء الضحايا، والجرحى، يعكس بذلك مظهرا آخر من مظاهر السلطة، والرتبة الاجتماعية.

وأوضح الخطابي، في معرض محاضرته، أن محللي الخطاب السياسي يركزون في كثير من الأحيان على المستوى البلاغي، واللغوي، أكثر من تركيزهم على محتوى الخطاب وتأثيره في المخاطبين، مبرزا أن الخطابات، التي يلقيها السياسيون ليست جميعها منتجة في مجال التحليل.

وأكد المتحدث نفسه أن هناك خطابات فقيرة، وفارغة من الشكل، والمحتوى، ونبه إلى وجود أخرى سياسية قوية تتوفر على المعايير المكتملة لدى بعض الفاعلين السياسيين نموذجا، إلا أن إطلاق العنان بدون التدقيق في الكلمات، يصعد في كثير من الأحيان من درجة العنف، وهو ما يستلزم النقص من وتيرة الخطاب السياسي، القابل للتأثير بشكل سريع، وبناء الخطاب حسب المقام.

وعلاقة بالمشهد السياسي المغربي، وسيرورته التاريخية، تطرق محمد الخطابي، إلى سنة 1999، التي شهدت وفاة الراحل الحسن الثاني، ووصف ما كان يحمله، آنذاك، الخطاب السياسي، سواء في شكله المعلن، أو المخفي بـ”موجة” أمل صاعدة في المغرب، رافقها أمرين، الأول يتجلى في الانتقال من ملك إلى آخر، بعد مدة طويلة من حكم الأول، إذ يمكن القول، حسب رأيه، إن الملك الجديد ليس لديه تراكما كبيرا، والأمر الثاني، الذي يتمثل في تسمية الوزير الأول من الجناح اليساري، مشيرا إلى تمركز موجة الأمل سالفة الذكر في شخص الملك محمد السادس، من خلال البرامج، التي يعطي انطلاقتها.

واستحضارا للأسماء السياسية البارزة في تاريخ المغرب، أعرب محمد الخطابي عن رأيه، الذي يضع عبد الرحمان اليوسفي في خانة المناضل السياسي، ولا يعتبره خطيبا، إذ اقر أن فترة التناوب التوافقي عرفت فقرا مدقعا من ناحية الخطاب في عهد تلك الحكومة، على عكس عهد المحامي والسياسي عبد الرحيم بوعبيد، الذي كان يجمع حوله حشودا من الناس، المهتمين، والمثقفين، والمتتبعين للشأن السياسي.

و كان عبد الرحيم بوعبيد، والراحل الحسن الثاني، يملكان لغة خاصة للتخاطب فيما بينهما، ووحدهما فقط من يستطيعان فك شفراتها الخاصة، كما كان صراعهما قويا، ولكن كل واحد منهما يقدر الآخر، لأنهما كانا يعرفان بعضهما حق المعرفة.

ولم تثن الفرصة محمد الخطابي عن المرور على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يسمى بالإعلام البديل على الخطاب السياسي، من خلال استحضار الحراك الشعبي العفوي، الذي عرفه المغرب في 20 فبراير 2011، واعتبره موجة أمل مماثلة لتلك، التي تولدت سنة 1999 مع وفاة الحسن الثاني، إذ كان هناك فاعلون، حسب قوله، انخرطوا في موجة الحراك بشكل صريح.

في حين، تردد آخرون في إنتاج خطاب سياسي تفاعلي مع ما يشهده الشارع من احتجاجات، إلى حين إعلان الخطاب الملكي لـ 9 مارس 2011، وإجراء الاستحقاقات الانتخابية في السنة نفسها، والتي برز من خلالها ما وصفه بـ”شخص مفوه”، وقادر على مخاطبة الناس بالدارجة، وبلغة بسيطة، في إشارة إلى أمين عام حزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، حينها، عبد الإله بن كيران .

وعرج الخطابي، في ختام كلمته، على أن إشكال الأحزاب المغربية، ومكونات المجتمع المغربي، عموما، بحكم أن الخطاب السياسي، حسب منظوره لا يقتصر فقط على الممثلين في الهيآت السياسية، وإنما كل من ينتج خطابا تأثيريا في مجال معين، راجع إلى النقص الحاد على مستوى توليد، وإنتاج الأفكار، القابلة للتطبيق.

واستحضر الأستاذ  الجامعي نفسه الوظائف، المتعددة، التي تلعبها المدرسة المغربية اليوم، إذ يراد منها التلقين، والتحسيس، والترعية، وكل شيء، حتى أصبح الجميع ينظر إلى المدرسة، حسب تعبيره، على أنها “بؤرة سوداء، ومصدر للظواهر السلبية”، مما يخلق انطباعا سلبيا لدى المتابعين.

وأشار  الخطابي إلى أنه في الماضي كانت مؤسسات أخرى مرافقة تسهم في بناء شخصية المتعلم المغربي، من قبيل دور الشباب، ودور السينما، والجمعيات المسرحية، ومادة الرسم، والتربية الجمالية، التي تخلق في نفوس الأطفال، والتلاميذ حب النظافة، والتكوين السليم.

ويعتبر صالون أمجاد الأدبي مبادرة نوعية بعد تأسيسه من طرف عدد من الأساتذة، والأطر من مختلف المجالات في إنزكان، يتناولون من خلاله مختلف القضايا الفنية، والثقافية العميقة، والتي أصبحت اليوم رائدة على المستوى الجهوي، والوطني، بفضل الطرق الإبداعية، التي يتم التطرق، من خلالها إلى المواضيع، التي تجعل المهتمين شغوفين بالحضور، والمشاركة، إذ يحظون بفرصة لقاء أهرام المجال الأكاديمي، والثقافي، والفني، وفرصة تلقي نبذة من مراجعهم، وتراكمهم المعرفي.IMG 20181105 WA0028 - احداث سوس IMG 20181105 WA0027 - احداث سوس

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *