جرة قلم : “العياقة” تقبر المواهب الكروية

جرة قلم : “العياقة” تقبر المواهب الكروية

أحداث سوس17 مايو 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات

المهدي احجيب

نحس بالبهجة دائما عندما نتابع عن كثب نضوج نجم في الساحة الرياضية و بروزه داخل الوسط الكروي عن جدارة و استحقاق ؛  ونحن نفخر بشبابنا على جميع الأصعدة الكروية منها وغير الكروية، لكننا نمقت في الوقت ذاته إن كان خلف هذا الافتخار غرور قاتل و تكبر خشن يخنق صاحبه في حال التلبس به، فيتأثر بعض شبابنا بسهولة تامة سلبا وإيجابا، وما أخطرها إن أخذتهم سلبا نحو دوامة الغرور واللامبالاة والتي نلمسها بشكل مخيف في بعض فرقنا الأهلية وأنديتنا وربما منتخباتنا الوطنية .

“العياقة كما قيل عنها «مقبرة النجوم» تقتل الموهبة لتفنيها عن بكرة أبيها، وهو الأمر الذي يخشاه المتتبع للشأن الرياضي؛ فكان من الطبيعي أن تأخذه «البرزة» على محمل الجد وتطرحه بعناية وهدوء.

وأول تساؤلاتنا للشباب كانت «لماذا الغرور؟» نعم لماذا الغرور؟ وما أسباب تفشيه عند بلوغ اللاعب مرحلة معينة من التميز؟ وما هي آثاره على اللاعب نفسه وعلى المجتمع من حوله بل وكيف ينظر المجتمع له؟ ربما تكون هذه القضية مزمنة ومؤرقة لكل متتبعي الرياضة ؛ لذا كيف تكون سبل الوقاية من هذا الداء؟

– مداعبة الإدارة للاعب :

بدأ المتتبع للشأن الكروي ؛ يلاحظ أكثر من أي وقت مضى مداعبة الإدارة العامة للفريق للاعب ؛ و شعور هذا الأخير بأنه مميز ومفضل من قبل الإدارة والمدرب، فيدخل في نفسه نوعا من الغرور، فيبدأ شيئا فشيئا بالتهاون في حضور التدريب وأداء التمارين وتنفيذ تعليمات المدرب داخل المستطيل الأخضر، حينها يمكن أن نقول بأن غرور اللاعب نفسه وتهاون الإدارة والمدرب في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف تمادي اللاعب ساهما في إطفاء وهج اللاعب وعدم استمرارية نجوميته، علما بأن هناك فرقا بين اللاعب المزاجي واللاعب المغرور.

– الثقة العالية بالنفس :

أصبحت الثقة بالنفس سببا مباشرا في تكسير اللاعب و إضعاف مستواه ؛فثقة اللاعب بنفسه عبر انتصارات الفريق المتكررة وعدم الخسارة لفترة طويلة ستؤثر سلبا على مستوى الفريق بشكل عام بسبب عدم تذوقه طعم المنافسة والتحدي فيشعر بالملل ويدخل المستطيل بثقة الفوز وعدم الجدية ما يؤدي إلى انخفاض مستوى اللاعبين وخسارة الفريق .

-تقليد الأعمى :

ظل اللاعب بصفة عامة يحب و يعشق التقليد في كل جوانبه ؛ تقليد اللاعبين المشاهير و النجوم في لباسهم و حلاقة شعرهم وحتى في طريقة مشيهم ؛ و من منهم أصبح يقلد الوقفة و الجرية بكل تفاصيلها ؛ ظنا منه أنه يشبههم ؛ و هذا ما يتنافى أخلاقيا مع مبادئ الاعب و تصرفاته التي وجب فيها أن تتسم بالعقلانية و المعقول .

– نفخة إعلامية :

اللاعب المنفوخ إعلاميا؛ بعد تقديمه لمباراة في المستوى الرفيع ؛ و خروجه بالعلامة الكاملة ؛ يبدأ عمال صاحبة الجلالة ( الصحفيون) بنفخ اللاعب إعلاميا؛ و أخد التصاريح بشكل متتالي مع اللاعب مرارا و تكرارا ؛ و نشر المقالات و الفيديوهات ، و إعادة اللقطات، حتى أصبح اللاعب يعتقد نفسه هو الأفضل و بدونه لن يكتمل الفريق ؛ و هو في الأصل يتباهى بالفراغ ؛ و هو دليل على الحرمان .

– صوت الجماهير :

لا يختلف اثنان على كون الاعب مادام يسمع اسمك بمدرجات الملعب و الا تزداد فيه “نغزة” داخل البساط الأخضر؛ فيبدأ بالثرثرة الشفوية و يعرج نحو الثرثرة الجسدية؛ و يتباهى عن الجماهير؛ معتبرا نفسه نجم المباراة بامتياز ؛ لكن في الحقيقة مجرد لاعب “معياق”.

خلاصة القول ؛ الغرور مشتق من الثقة بالنفس وهما عاملين يشوهان مستقبل أي لاعب ويقتل نجوميته التي بناها سنين طويلة ؛ كما ثؤثر على شعبيته وتخفضه أجره وقيمته وتعدم الاحترام المتبادل بينه وبين الجماهير ؛  فيصيح اللاعب مكروه جماهيرياً ؛ فاذا زاد غرور اللاعب عن حده وبلغ السيل الذبا ينقلب غروره اعصارا  على فريقه ويقضي عليه ؛ فالغرور هو مقبرة اللاعبين بلا منازع .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *