التأم فنانون مغاربة من مختلف مجالات الإبداع بالرباط في حفل بهيج نظم بمبادرة من النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية احتفوا خلاله بإحدى أيقونات الدراما المغربية فاطمة الركراكي وبمسارها الفني الحافل بالعطاء. وقد كان برنامج هذا الحفل الذي نظم بشراكة بين النقابة وجمعية “ملتقى الرباط لإحياء الموروث الثقافي والفني” ، وحضره وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج ، حافلا بفقرات فنية غنائية وشهادات قدمت في حق المحتفى بها ، فاطمة الركراكي، اعتبارا لمكانتها في المشهد الفني المغربي ولدى جمهورها الواسع .
وقال السيد الأعرج في تصريح لوكالة المغرب العربي بالمناسبة ، إن هذا الحفل هو تكريم لرائدة من رواد الفن الدرامي أعطت الكثير للثقافة والدراما بالمغرب ، مشيرا إلى أن التكريم يندرج ضمن الاعتراف بالجميل ولما قدمه الفنانون من أجل ترسيخ الهوية الثقافية والتعدد والتنوع الثقافي المغربي الذي يعد مصدر فخر للمغاربة.
ومن جانبه عبر مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية في تصريح مماثل، عن سعادته الغامرة بهذا الحفل البهيج وتأطيره من قبل لجنة ضمت أسماء فنية وازنة ، من أجل تنظيم احتفالية تليق بمكانة فاطمة الركراكي الفنية والرمزية وذلك بمساهمة عدد من المؤسسات وعلى رأسها وزارة الثقافة والاتصال .
وقد حظيت الفنانة الركراكي التي حضرت رفقة بعض أفراد أسرتها، بحفل مفعم بمشاعر الحب والامتنان والتقدير ، التي يكنها لها الجمهور والفنانون المغاربة من ممثلين ومطربين ومخرجين وكتاب وفاعلين في المشهد الثقافي والفني ، جسدت الاعتراف بتميزها في مجال التشخيص الذي كان شغفها الأول والأخير . وشهد حفل الركراكي، الذي قدمه الفنانان خلود البطيوي وهشام الوالي ، استحضار مسار المحتفى بها الذي توزع بين الأداء في المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون، وقدمت فيه أعمالا حققت نجاحات كبيرة، استحقت عليها العديد من الجوائز والتكريمات، إضافة إلى تقديم فقرات غنائية لعدد من الفنانين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هذا التكريم كعربون محبة من ضمنهم على الخصوص نعمان لحلو، وحاتم عمور، ومحمود الإدريسي، ومحمد الغاوي، وحاتم إيدار، وعصام كمال، وسعيدة شرف، وخالد البوعزاوي وغيرهم. كما قدم وزير الثقافة والاتصال درع التكريم للمحتفى بها. وتعتبر فاطمة الركراكي المزدادة في أربعينيات القرن الماضي، من أوائل الممثلات المغربيات اللواتي اقتحمن مجال التمثيل إذ بدأت مسيرتها في التشخيص في منتصف الخمسينات بفضل موهبتها ، فراكمت العديد من الأعمال حظيت فيها بأدوار بارزة ، فعلى صعيد السينما شاركت الفنانة الركراكي في بطولة عدة أفلام منها ” شمس ” مع حميدو بنمسعود ، و”يما” و”وداعا أمهات” و” جوق العميين”، و” أمواج البر “، و ” من أجل لقمة العيش” .
كما كان للفنانة فاطمة الركراكي حضور قوي في المسلسلات من ضمنها ” أرض الضوء” ، و” لخوتات” ، و” من دار لدار” و”المهاجر” و”للأزواج فقط” وغيرها ، أما على مستوى فن الركح فتعتبر المحتفى بها من أبرز الممثلات في فن الخشبة ، فبعد أن قدمت العديد من الأعمال مع فرقة تابعة للشبيبة والرياضة ، التحقت سنة 1975 بفرقة مسرح محمد الخامس بالرباط ، واشتغلت مع مخرجين كبار كالطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج ومحمد سعيد عفيفي . ومن أبرز المسرحيات التي شاركت فيها “عمايل جحا” التي يمكن اعتبارها الانطلاقة الأولى لمسارها في التشخيص ، و”أهل الكهف” و”قاضي الحلقة “وغيرها من الأعمال الكبيرة التي أغنت المشهد المسرحي المغربي.