مما لاشك فيه أن الهوية البصرية للمدينة هي ما يميزها عن باقي المدن والحواضر، ويطفى عليها جمالية وتميز يغري الزوار والسياح لزيارتها واستكشاف عوالمها، وينعش السياحة والاقتصاد المحلي.
هذا واستطاعت مجموعة من المدن المغربية أن تصبح واحدة من أهم الواجهات السياحية في العالم، يحج إليها مشاهير من عالم الفن والأدب، كما تصور بها أغان وأعمال تلفزية وسينمائية وأفلام وثائقية، كما هو الحال بورززات …
وسط هذا التطور الملحوظ بمدننا المغربية خصوصا بشمال المغرب، تبقى مدينة انزكان دون هوية بصرية رغم أنها كانت سابقا قبلة للسياح الاجانب للتبضع بأسواق المدينة وزيارة أسايس العتيق وساحة بئرانزران… وقد انتعشت معها التجارة المحلية ومحلات الحلي والذهب، فضلا عن السياح المغاربة.
ما يميز انزكان حاليا هي كثرة الاسواق ( سوق الجملة ونصف الجملة، سوق الخضر والفواكه، السوق الاسبوعي، السوق اليومي، سوق المتلاشيات، سوق الاطلس، صحارا مول، مرجان، سوق السمك…) بالاضافة الى قصبة انزكان ودروب أسايس العتيق، وهذا بحد ذاته تميز واستثناء عن باقي المدن المغربية، وقد أصبح لزاما على الجماعة الترابية لانزكان والسلطات الاقليمية تفعيل قرار طلاء البنايات والمنازل باللون الموحد، وتزيين مداخل المدينة تماهيا وما يمز المدينة عن غيرها، صيانة المدارات وتتبيث الاشارات لتسهيل توجيه الزوار الى قلب المدينة، بالاضافة الى إعطاء الاهمية للنظافة خصوصا بالشوارع الرئيسية لانزكان، فملياري سنتيم ليست بالهينة على الشركة المفوظ لها تدبير قطاع النظافة لزيادة أسطول الشاحنات وإحدات شاحنات تنظيف الشوارع، وأخرى لغسل حاويات الازبال، ومعدات حديثة للكنس … ناهيكم على وجود لجنة لمراقبة تفعيل كناش التحملات الموقع بينها وبين الجماعة جديثا وتزامن تفعيله بعد الصفقة الاخيرة.
إجراءات بسيطة لامحالة ستحقق عائدا ماديا يساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية، لتصبح بالتالي واحدة من الوجهات السياحية المغربية القليلة التي تتميز بطابعها غير الموسمي.
بين هذا وذاك، وجدت ساكنة مدينة انزكان نفسها وسط فوضى تختلط فيها الأذواق والرغبات في محاولة لترسيخ هوية بصرية جديدة لمدينة وصلت شهرتها الآفاق، بفضل كثرة أسواقها وتعدد مداخيلها وقلة إبداع مدبري شأنها المحلي.
بقلم عبد الرحمان سناج