تمخض اللقاء الوطني حول شغب الملاعب الرياضية، الذي احتضنته مدينة أكادير يوم الخميس الماضي، والذي نظمه المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بأكادير، بتعاون وشراكة مع الجامعة الملكية لكرة القدم وفرع كرة القدم لنادي حسنية أكادير،عن مجموعة من التوصيات الهامة والوظيفية والتي رسمت حدودها وموضوعاتها كل المشكلات التي تم تناولها خلال فعاليات هذا اليوم الوطني، من خلال عروض كل المتدخلين بتنوع اهتماماتهم ومجالات تخصصهم من قانونيين وإعلاميين وأكاديميين ومسيرين رياضيين.
وفيما يلي سرد لهذه التوصيات:
1 – ضرورة مواكبة النيابة العامة للتظاهرات الرياضية عبر المشاركة الفعلية في أشغال خلية العنف وحضور المباريات على نحو يضمن معاينة حالات التلبس.
2 – إضفاء الصبغة الملزمة على محاضر اجتماع اللجنة المحلية لمكافحة الشغب داخل الملاعب وفي محيطها لتحديد المسؤوليات، مع إشراك جمعيات محبي ومشجعي الفرق المنظمة قانونا.
3 – تجسيد الرقابة المتعلقة بالإعداد اللوجستيكي للمباريات وتحديد نقاط البيع وتلافي المضاربة في التذاكر من خلال التفكير في نظام رقمنة بيعها.
4 – السعي إلى اعتماد مقاربة تروم ضمان ولوج الأحداث للملاعب الرياضية، بالشكل الذي يوازن بين حماية هذه الفئة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
5 – التفكير في تقنين عمل مجموعات محبي ومشجعي الفرق في إطار تنظيمات مهيكلة ينظمها قانون الجمعيات.
6 – الحاجة إلى أجرأة فكرة الحكامة الرياضية داخل الأندية، عبر استحضار المقاربة الشمولية والتشاركية مع المنتسبين لها.
7 – إبراز دور الإعلام الهادف والمسؤول للمساهمة في إشاعة ثقافة الحق في التشجيع الراقي والابتعاد عن التعصب والانتماء الفئوي.
8 – إشراك الجماعات الترابية في تأمين محيط الملاعب الرياضية بما يضمن الارتقاء بظروف إجراء المباريات والحفاظ على سلامة مرتفقيها.
9 – تبني آليات قانونية وقضائية موحدة في سعي حثيث لتطويق ظاهرة شغب الملاعب، باعتماد ضوابط تعالج الانحراف الرياضي.
10 – إشراك الأسرة والمؤسسات التعليمية وفعاليات المجتمع المدني وعلماء النفس والاجتماع لاعتماد مقاربة شمولية لفهم عميق للظاهرة وأبعاد تأثيرها.
11 – تكريس المقاربة المندمجة والشمولية عبر توحيد جهود جميع المتدخلين والفاعلين بما يضمن التنسيق المشترك قبل وخلال وبعد التظاهرات الرياضية.
12 – إيجاد أرضية قانونية ورياضية تنهل من التجارب المقارنة والمعايير الدولية ذات الصلة في أدوات التشجيع خلال المباريات الرياضية.
وعلى العموم فهذه التوصيات الهامة، والتي لها بعد وظيفي أكيد تحتاج إلى تفعيل، لأن هناك حالة استعجال تستدعي العمل بها بعيدا عن كل منطق مؤقت ومناسباتي. فالظواهر السلبية المرتبطة بظاهرة الشغب، والتي أصبحت تتعمم وتنتشر بسرعة بفضل شبكات الويب الاجتماعية، أصبحت تفرض أن يكون هناك التزام تام، عملي وصارم بمقتضيات هذه التوصيات، وذلك حماية للمجتمع، وحماية كذلك للمتفرجين الحقيقيين الذين يرتادون الفضاءات الرياضية طلبا للفرجة والمتعة، وليس لشيء آخر.