تعيش إعدادية العربي الشابي بجماعة سيدي بيبي على وقع مشاكل واختلالات مستمرة جعلتها تعيش حالة استثناء منذ سنوات ، وحولتها إلى مؤسسة منكوبة ، أولى معالم هذه النكبة موقعها المحاذي للمطرح الجماعي ، هذا المطرح الذي تنبعث منه روائح كريهة وتندلع فيه حرائق تسبب أدخنة خانقة بين الفينة والأخرى ، مما تسبب ولسنوات في اختناقات وإغماءات في صفوف التلاميذ وأطر المؤسسة ، كما امتد ضرره ليطال الأحياء المجاورة التي عرفت بدورها احتجاجات متواصلة بسببه ، وثاني معالم هذه النكبة الاكتظاظ المهول الذي يتسبب كل سنة في تعثر انطلاقة سليمة للدراسة ويتطلب كل سنة وصفات متعددة كحذف مواد التفتح , أو تقليص عدد المستفيدين منها ، وتوظيف فضاءات غير صالحة للتدريس كالمطعم والخزانة وقاعة الأساتذة ، هذا الوضع كان استثنائيا في انتظار بناء إعدادية جديدة تعيد الأمور إلى نصابها ، فتم قبول العمل بهذه الفضاءات غير الملائمة مع حرمان التلاميذ من فضاء دراسي ملائم وفضاءات للأنشطة ، ومن حقهم في الاستفادة من مواد التفتح والخزانة …
ولكن الاستثناء صار قاعدة ، فقد بنيت بدل المؤسسة اثنتان دون أن يطال وضعية الإعدادية أي تغيير !! ، وثالثة تعاني نقصا في وضعية التجهيزات ، فالمؤسسة لم تستفد من برنامج جيني لسبب مجهول ، وليس بها قاعة مجهزة ومتصلة بالإنترنيت ، بل لا تتوفر الإدارة التربوية سوى على طابعة متهالكة وحواسيب مستعملة من مقتنيات جمعية الآباء ، تجعل العمل بها معاناة يومية ، وهي وضعية تطرح أكثر من علامة استفهام خصوصا إذا علمنا أن الحارس العام الثاني لم يتوصل بتجهيز مكتبه رغم التحاقه بالمؤسسة منذ 6 سنوات .
هذا غيض من فيض كما يقال ، فرغم تضحيات أطر المؤسسة والنتائج الدراسية الإيجابية التي تم تحقيقها والأنشطة النوعية التي بصمت عليها ، إلا أن هذه الظروف واستمرارها جعل الكثير منهم يغادر المؤسسة ويفكر آخرون في المغادرة أمام استفحال الوضع واستمرار وضعية الاستثناء في حين تعيش مؤسسات بنفس الجماعة وضعية عادية ،
فهل ستتحرك الفعاليات الغيورة على التعليم بالمنطقة ومصالح الوزارة لإعادة الأمور إلى نصابها بما يضمن شروط تدريس عادية وطبيعية مع العمل على تجهيز المؤسسة لتقوم بواجبها على الوجه الأكمل ، أم ستبقى دار لقمان على حالها ؟
خالد الخراز