حازت مختارات حول فن “الروايس”، التي تعد ركيزة للهوية الأمازيغية ومكونا لهوية المغرب التعددية، أمس الأربعاء بمتحف الملتقيات بليون، على جائزة “كو دكور دو موند” لأكاديمية شارل كروس، التي تكافؤ كل سنة المشاريع التي تحتفي بالتنوع الموسيقي العالمي.
وأنجزت “مختارات الروايس-سفر في عالم الشعراء المغنين الأمازيغ المتجولين” من طرف إبراهيم المزند، المدير المؤسس لـ “فيزا فور ميوزيك” والمدير الفني لمهرجان تيميتار لموسيقى العالم، وذلك لفائدة شركة الهندسة الثقافية “أنيا” وجمعية “أطلس أزوان”، اللتان تقفان وراء هذه الأنثروبولوجيا.
وتكافئ هذه الجائزة سنتين من العمل بين البحوث الأكاديمية وتسجيلات الفنانين. حيث تمثل اعترافا حقيقيا بفن “الروايس” وقدرته، خارج الحدود المغربية، على ملامسة ونقل المشاعر والرسائل.
وفي مارس 2017، توجت الأكاديمية مختارات “شيخات وشيوخ العيطة” ضمن نفس الفئة. وقد مكن هذا الاعتراف فناني العيطة من اكتساب صيت وشهرة أكبر، وهو عنصر يحتل اليوم مكانة مركزية في مواجهة الصعوبات الحالية التي يواجهها القطاع الثقافي.
وأوضحت شركة الهندسة الثقافية، في بلاغ بهذا الخصوص، “أن مكونا آخر من الموروث الموسيقي المغربي، يحظى هذه السنة بتكريم أكاديمية شارل كروس، من خلال منحه جائزة +كو دو كور+ لموسيقى العالم”.
وأكد المصدر ذاته أنه “من خلال خصوصيتها، ودورها الاجتماعي وغناها، فإن موسيقى الروايس تشكل استثناء. و الروايس هو أحد ركائز الهوية الأمازيغية ومكون من مكونات الهوية التعددية للمغرب التي يتعين علينا اليوم صيانتها وإضفاء الدينامية عليها”.
وأضافت “أنيا” التي تعد هذه الجائزة بالنسبة لها “تكريما للراويس وتاروايسين، الذين لا زالوا يواصلون نشر هذا الموروث، وأيضا بالنسبة لجميع من يستمعون لموسيقاهم في المغرب والعالم، ويساهمون بذلك في حيويتها”، أن “هذه الموسيقى تستحق مختاراتها، فهذه الجائزة تمنحها القيمة التي تستحقها. حيث ستتيح اكتشافها من قبل مستمعين جدد، ما يمكن من الاحتفاء بالثقافة المغربية في مختلف تجلياتها”.
وتابعت شركة الهندسة الثقافية “قبل كل شيء، تود +أنيا+ و+أطلس أزوان+ إهداء هذه الجائزة لهؤلاء المستمعين، الذين يمكنون اليوم من إحياء هذا التراث الموسيقي، الذي يعتبر الحفاظ عليه اليوم رهانا يكتسي أولوية كبرى”.
وتدافع أكاديمية شارل كروس، التي تحتفي هذا العام بسنتها الـ 74، منذ سنة 1947 بالموسيقى في مختلف أشكالها وأنماطها الأكثر تنوعا، مبرزة ضرورة صيانة تنوعها ومختلف تعبيراتها، لاسيما من خلال الحفاظ على التسجيلات.