شهدت الطريق السيار ببرشيد، عصر أول أمس السبت، تبادلا لإطلاق النار بين الدرك الملكي وخمسة أفراد من عصابة للتهريب الدولي للمخدرات، كانوا بصدد تهريب أزيد من 12 طنا على متن شاحنة، إذ نجا مسؤول دركي من موت محقق، بعد أن استهدفه المهربون بعيار ناري.
وتمكن أفراد العصابة، الذين كانوا على متن سيارة يقومون بمهمة الخفر للشاحنة المحملة بالمخدرات، من الفرار، ما تسبب في استنفار كبير لدى القيادة الجهوية للدرك بسطات وجميع المراكز الترابية للدرك، التابعة لإقليم برشيد وسطات، التي نصبت سدودا قضائية بالمناطق التابعة لها، وشنت حملات متواصلة للبحث عن المتهمين واعتقالهم.
وأكدت مصادر لـ“الصباح”، أن قائد سرية الدرك ببرشيد نجا بأعجوبة من عيار ناري، بعد أن بادر أفراد العصابة بالهجوم، بعد اكتشافهم الكمين الذي نصبه الدرك، إذ دون تردد أطلقوا عيارات نارية صوب عناصر الدرك، ما دفعها إلى الرد بالمثل وإطلاق رصاصات صوب المهاجمين، قبل أن يتمكنوا من الفرار، في حين تمت محاصرة الشاحنة المحملة بالمخدرات واعتقال سائقها.
وتوصلت مصالح الدرك بمعلومات حول مرور شحنة مهمة من المخدرات على متن شاحنة بالطريق السيار برشيد، في اتجاه مدينة في الجنوب، ليتم استنفار جميع الفرق التابعة للدرك للتدخل، إذ شهد الطريق السيار، إنزالا لكوكبة الدراجين التابعة لسرية برشيد وحضور مسؤولين كبار للإشراف على الكمين، من قبيل قائدي سرية الدرك والمركز القضائي ببرشيد وقائد المركز الترابي بالمدينة، إضافة إلى عدد مهم من العناصر الدركية من مختلف الرتب.
وعند اقتراب الشاحنة من الكمين على الطريق السيار، فوجئت عناصر الدرك بسيارة تتقدم الشاحنة على متنها خمسة أشخاص، يطلقون النار عليها، وكادت رصاصة أن تصيب قائد سرية الدرك، ما دفعها إلى الرد بإطلاق رصاصات على سيارة المهاجمين، وهي المواجهة التي استمرت فترة قصيرة، قبل أن يجبر المهاجمون على الفرار بسيارتهم بسرعة كبيرة.
وأكدت المصادر أن أفراد العصابة الخمسة، كانوا مدججين بأسلحة نارية، مهمتهم القيام بعملية الخفر والتبليغ عن السدود القضائية لسائق الشاحنة المحملة بالمخدرات، وأنهم لم يتوقعوا افتضاح أمرهم ونصب كمين لهم، ما دفعهم إلى إطلاق النيران على العناصر الدركية لإرباكهم وفسح الطريق للشاحنة لمواصلة تقدمها، وهي الخطة التي باءت بالفشل بسبب حنكة العناصر الدركية، التي قاومتهم بشجاعة كبيرة.
وفي خضم هذه الفوضى، حاول سائق الشاحنة الفرار في الاتجاه المعاكس للطريق السيار، إلا أن يقظة الدرك أجهضت هذا المخطط وتمكنت من إيقاف الشاحنة، ليتم حجز كميات مهمة من مخدر “الشيرا” قدرت بأزيد من 12 طنا، بعد نقلها على متن الشاحنة إلى مقر القيادة الجهوية للدرك بسطات.