لا يختلف اثنان عن اقتراب مرحلة مهمة وهي الاستحقاقات الانتخابية وهذا ما سيجرنا الى طرح اشكالية جد معقدة وهي ماذا ستقدم لنا الاحزاب السياسية في هذه الفترة المهمة في ضل غياب مجموعة من الاليات التي تخلق وتجعل لنا من المواطن المغربي وكل فعاليات المجتمع المدني بين المواطن والسياسي علاقة متوترة تحمل في طياتها عدم الثقة والتواصل الفعال وضعف النخب السياسية في تأطير المواطنين مما يخلق لنا دكاكين سياسية تغيب في الوقت الذي يجب عليها تفعيل هياكلها وفتح مقراتها والعمل علي ادراج برنامج تقترب اكثر من المواطنين وتخلق علاقة مستمرة معهم .
المواطن المغربي اليوم وفي ظل النقاش الذي يدور في مواقع التواصل الاجتماعي والراي العام في مناقشة وتقديم حلول جماعية واقعية تساير كل تطلعاته التي يطمح في ان تحققها الاحزاب السياسية والتي سيكون لها مقعد في مواقع القرار والذي سيقدم لنا منتوج سياسي يليق بكل تطلعات المواطنين وذلك بالرقي بالعمل السياسي واسترجاع ما فقدته مجموعة من شرائح المجتمع المدني واخص بالدكر فئة الشباب التي تعتبر من اكبر شرائحه وعماد الوطن .
عندما نتحدث عن استرجاع الثقة يجب على كل الاحزاب السياسية التي ستشارك في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ان تعمل على هذا الجانب وان تخلق لنا نخب جديدة وبرامج انتخابية منبثقة من الواقع تليق بالتطورات التي يشهدها العالم واستحضار خطاب جلالة الملك محمد السادس بقوله
(يتعين على الاحزاب السياسية استقطاب نخب جديدة وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي لان ابناء اليوم هم الذين يعرفون مشاكلهم ومتطلباتهم )
وعندما نستحضر جيدا ما قاله جلالة الملك محمد السادس في هذا الخطاب سنخلق امة واعية ومنطلق واستراتيجية جديدة يخلقهما لنا نخبة شبابية سياسية مكونة تتماشى مع مع كل التطلعات لخلق مجتمع و مغرب اخر في قمة الوعي يحارب كل اشكال الفساد والمفسدين وكل من يستعمل المال في الحملات الانتخابية وكل من يتطاحن ويتسابق للفوز بأخذ تزكيات الترشيح من طرف الكائنات الانتخابية وهذا ما سيجعلنا نخلق ثقة جديدة مع المواطن المغربي وفرز نخب جديدة قادرة على المسؤولية وحل كل العقد التي نعيشها اليوم وخلق مصالحة بين المنتخب والمواطن وحل مشكل العزوف السياسي والمشاركة السياسية والرفع من نسبة التصويت من اجل نخب سياسية .
وتبقى الاشكاليات المطروحة
كيف يمكن لنا خلق مشاركة سياسية فعالة واعطاء للمواطن الصالح فرصة للوصول لمكان القرار والمساهمة في تنمية ومصير الوطن في ظل ما نراه اليوم في الساحة السياسية من نخب سياسية قديمة ?
كفى وكفى ثم كفى …
بقلم محمد عزاوي