أبرز عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، أعضاء مكتب مجموعة الصداقة الفرنسية- المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي، أمس الثلاثاء، تميز العلاقات القائمة بين البلدين، المدعوة إلى أن تتعزز أكثر قصد القيام سويا برفع مختلف التحديات المشتركة. وأكد كل من رئيس المجموعة، كريستيان كامبون، ونائبتا رئيسها كاثرين موران-دوسايي، رئيسة لجنة الثقافة والتواصل، وكاثرين دوما، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش لقاء لأعضاء مكتب مجموعة الصداقة مع سفير المغرب بباريس، السيد شكيب بنموسى، على الدور الهام الذي تضطلع به المملكة ضمن محيطها الإقليمي ومساهمتها في الأمن بإفريقيا والحوض المتوسطي.
وبهذه المناسبة، أشار السيد كامبون، وهو أيضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية، الدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إلى أنه إذا كان “كوفيد-19” قد أدى على تباطؤ المبادلات المعتادة، “فبفضل السياسة الدينامية التي ينهجها المغرب ضد الجائحة خلف قيادة جلالة الملك، وما نقوم به في فرنسا، سيكون بوسعنا أخيرا تحرير مبادراتنا”.
وقال السيد كامبون “لقد كنا جد منتبهين للأحداث التي طبعت التاريخ الحديث”، مذكرا بمواقفه إزاء الخلاف بين المغرب وإسبانيا وكذا التصويت بالبرلمان الأوروبي، مسجلا “لقد تأسفنا للتسييس العبثي لقضية ليست حقيقة من مسؤولية النواب الأوروبيين”.
وتابع “فيما يتعلق بالصحراء، رحبنا بالموقف الأمريكي الذي جدده الرئيس جو بايدن”، منوها بأهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي الرامية إلى التسوية السلمية والنهائية لقضية الصحراء، من أجل منطقة مغاربية “دينامية” و”سلمية”، والكفيلة “بمساعدتنا في الحفاظ على النظام بمنطقة الساحل حيث لا تسير الأمور على ما يرام”. وأضاف أن المغرب من خلال “تواجده وجهوده” بالصحراء المغربية، يضمن أمنه “ولكن أيضا أمن أوروبا”، مضيفا “نحن ممتنون للغاية لما يقدمه لنا عمل المغرب، خلف قيادة صاحب الجلالة في الساحل”.
وأكد السيد كامبون أن “فرنسا ملتزمة جدا. نحن نحاول محاربة الإرهاب والمد الجهادي اللذين يتسببان في الكثير من الأضرار، ونحن نقدر عاليا الدعم الفعال للغاية الذي يقدمه لنا المغرب”.
من جهتها، أشارت كاثرين موران-دوسايي، عضو مجلس الشيوخ عن سين ماريتايم، إلى تميز العلاقة القائمة بين البلدين، موضحة أن المغرب وفرنسا لديهما الكثير من الأشياء المشتركة، “البحر الأبيض المتوسط، القيم، الذكريات والمشاريع أيضا”.
وأكدت أن الرهان بالنسبة لمجموعة الصداقة الفرنسية- المغربية بمجلس الشيوخ يتمثل في مواصلة هذه العلاقة “الممتازة” ونسج علاقات أقوى من أي وقت مضى، لاسيما بالنسبة للشباب وفي مجال التعليم.
وفي مواجهة مختلف التحديات التي تواجه البلدين، وأوروبا وإفريقيا، شددت عضو مجلس الشيوخ على أن المغرب “مكون محوري ويطمح لأن يشكل قطبا بالنسبة لإفريقيا ومنصة انطلاق للكثير من المبادرات”، ويعمل على تطوير مدارس وجامعات وعرض تكويني ستحتاجها إفريقيا خلال السنوات القادمة. وهنأت عضو مجلس الشيوخ كاثرين دوما، المملكة على إدارتها “الجيدة جدا” للأزمة الصحية العالمية، مسلطة الضوء على مناخ الأمن والاستقرار والسكينة الذي يميز المغرب.
وعادت عضو مجلس الشيوخ الفرنسية لإبراز الرهانات المشتركة بين البلدين، لاسيما في مجال التكوين في مواضيع تتعلق بفن العيش المغربي والفرنسي، وفن الطبخ، والحرف التقليدية، مسلطة الضوء على دور الثقافة في المعرفة المتبادلة بين شعبي البلدين. وشددت في ذات الآن على الدور النشط للغاية لمجموعات الصداقة الفرنسية-المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي، والمغرب-فرنسا بمجلس المستشارين، من أجل تعزيز التقارب بين البلدين ومحاربة التضليل الإعلامي الذي تروج له بعض الأوساط.