أمينة المستاري
بلغ مشكل الجفاف وندرة المياه بجهة سوس ماسة درجة مقلقة، وتحول إلى معضلة كبيرة بعد مرور أشهر دون نزول المطر، مما جعل الموسم الفلاحي في مهب الريح.
ارتفعت الأصوات لتدق ناقوس الخطر في مجموعة من اللقاءات المنعقدة بتاروانت وطاطا، وتلتمس خطوات سريعة لإنقاذ الموسم، لاسيما تطبيق تجربة تحلية الماء باشتوكة، سواء الماء الصالح للشرب أو ماء السقي، حسب ما جاء على لسان يوسف الجبهة، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، الذي أكد على أن إقليم تارودانت الأكبر مساحة يعاني بشكل كبير نظرا للمساحات الفلاحية الشاسعة والتي تشتهر وطنيا بإنتاج الحوامض.
فسوس ماسة تعيش لحظات الخطر، بعد أن نضبت معظم الموارد الجوفية والسطحية وخاصة سد أولوز الذي لن يصمد إلى شهر أبريل المقبل، فلم تتبقى به سوى حوالي 13 مليون متر مكعب من المياه ، ولن تتمكن من المقاومة طويلا، حيث أكد مجموعة من المتدخلين خلال لقاء عقد بتارودانت أن شهر أبريل ستعرف المنطقة شح المياه، وسيصبح مصير الفلاحين مجهولا، وستتعرض المئات من الضيعات للإعدام، مما يستدعي إيجاد حلول سريعة من قبيل تحلية مياه البحر بالمنطقة، حتى تضمن حقها من الماء الشروب والسقي، لضمان استمرارية إنتاج الحوامض وباقي المزروعات، علما أن استثمارات كبيرة بالمنطقة ستتعرض لخسائر باهضة.
الجبهة أكد أنه سيتم ري 15 ألف هكتارا بسهل اشتوكة، بالاعتماد على مياه البحر المحلاة، ابتداء من شهر مارس المقبل، وهو ما سيخفف نسبيا من تبعات ندرة المياه، وأضاف أن المسؤولين اضطروا لحث الفلاحين بمنطقة الكردان بتارودانت على تخفيض الاستهلاك المائي لسد أولوز إلى النصف، لضمان مستقبل ري ضيعات الحوامض والبواكر على مساحة تناهز 50 ألف هكتار في المنطقة، واعتبر أن تثمين ما أنجز في مخطط المغرب الأخضر، ومعالجة الخصاص المائي والتغيرات المناخية، خطوتين ضروريتين من أجل الحفاظ على فرص الشغل المتبقية وكذا للحيلولة دون ضياع عشرات الهكتارات من الضيعات الفلاحية.
مشكل تأخر نزول المطر بطاطا خيم بدوره على أشغال الدورة العادية الأولى للغرفة الفلاحية برسم سنة 2022، التي نظمت يوم أمس الأربعاء 16 فبراير، بمقر عمالة طاطا. وطرحت مشاكل ندرة المياه والاستغلال الغير معقلن للفرشة المائية في ظل موسم جاف.