سوق إنزكان للجملة يوفر الفواكه والخضر .. والوسطاء يشعلون الأسعار

سوق إنزكان للجملة يوفر الفواكه والخضر .. والوسطاء يشعلون الأسعار

أحداث سوس22 مارس 2022آخر تحديث : منذ سنتين

يعد سوق الفواكه والخضر بالجملة ونصف الجملة بمدينة إنزكان قطبا تجاريا تجاوز إشعاعه المستوى الإقليمي والجهوي إلى البعد الإفريقي، اعتبارا لكونه المزود الرئيسي لمختلف مناطق المغرب، شمالا وجنوبا، وبعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء، بالخضر والفواكه على اختلاف أنواعها.

جولة في هذا السوق يقف خلالها الزائر على وفرة الخضر والفواكه؛ فمنذ الساعات الأولى من كل صباح، تتقاطر على هذا المرفق التجاري الكبير سيارات نفعية وشاحنات قادمة من مختلف المناطق الزراعية محملة بكميات وافرة من الخضر والفواكه.

إفادات التجار التي استقتها هسبريس بعين المكان تسير كلها في اتجاه كون السوق يشتغل بمنطق العرض والطلب، وهو المحدد الأساس للأسعار، مسجلة استقرارا في أسعار البيع بالجملة ونصف الجملة، بالنسبة إلى الخضر والفواكه على السواء، باستثناء تذبذبات في سعر الطماطم.

وعلى اعتبار ما رافق تلك التذبذبات في أثمان الطماطم، لا سيما مع قرب شهر رمضان، فقد شهدت أسعارها في سوق الفواكه والخضر بالجملة ونصف الجملة اليوم ارتفاعا طفيفا، حيث تراوحت بين 5 و6 دراهم للكيلوغرام، حسب الجودة.

وفي هذا الصدد، قال الفلاح سعيد إزم، ضمن تصريح لهسبريس، إن عوامل عدة تتحكم في سعر الطماطم، “غير أن المتضرر الأول هو الفلاح”.

“تباطؤ نضج الطماطم، أمراض كالعفن الرمادي، غلاء الأسمدة والمبيدات، ارتفاع تكلفة السقي مع تسجيل نضوب الفرشة المائية وتناقص حقينة السدود، كل ذلك أضر بالفلاح كثيرا ورفع من تكلفة الإنتاج وساهم في اختلال أسعار الطماطم بالسوق وارتفاعها بالنسبة إلى المستهلك”، يقول سعيد إزم.

وعن العوامل الأخرى التي ساهمت في تسجيل فارق كبير بين أسعار الجملة ونصف الجملة والأسعار عند وصول الخضر والفواكه إلى المستهلك في مختلف مناطق المغرب، رد المتحدث بأن أبرزها “تعدد الوسطاء والسماسرة، فضلا عن الطلب المتزايد للسلع في الخارج والأسواق الإفريقية”.

“كما أن غلاء الأسمدة، مثلا، يدفع الفلاح إلى تقليل استعمالها، مما يؤثر على شكل وجودة الطماطم، أي ما يسمى الكاليبر. أما التغيرات المناخية فتؤثر على الكمية الصالحة للجني، مما نضطر معه في بعض الفترات إلى جني كميات كبيرة وكميات قليلة في فترات أخرى، وكل ذلك له علاقة بالأسعار. أما توقف التصدير بمحطات التلفيف فيغرق السوق بالطماطم، مما ينتج عنه وجوبا انخفاض في الأسعار”، يورد سعيد إزم.

وفي جانب آخر، قلل المتحدث لهسبريس من تأثير غلاء المحروقات في السوق المغربية والعالمية على الأسعار، واصفا وقعها بـ”الضئيل”، مبرزا أن “الطماطم، على غرار باقي الخضر والفواكه، تخضع أسعارها لمنطق العرض والطلب، غير أن ثمن البيع للمستهلك يبقى مرتفعا جدا بالمقارنة مع سعر الجملة، وذلك بسبب جشع السماسرة والوسطاء الذين يعدون من أكبر المستفيدين في هذه السلسلة من الزراعة والإنتاج إلى وصولها إلى المستهلك”.

يشكل إذن سوق الخضر والفواكه بمدينة إنزكان المزود الرئيسي لمختلف مناطق المغرب طيلة أيام السنة، وإن كانت الأسعار به مستقرة عموما، بحسب شهادات تجار التقتهم هسبريس، فإن دور الوسطاء يبقى بارزا في إشعال لهيب الأسعار الذي يكتوي به المواطن البسيط، خاصة في ظل ظرفية صعبة وعلى بعد أيام قليلة من شهر رمضان المبارك الذي يشهد إقبالا متزايدا على منتجات بعينها، أبرزها الطماطم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *