أحداث سوس
لم تشفع الشهرة و لا المسيرة المهنية والإعلامية أحيانا لعدد من الأوكرانيين في هذه الحرب، التي حلت ببلادهم منذ أسابيع كضيف ثقيل، أربك استقرارهم و بعثر حياتهم ربما إلى الأبد. مشاهير أوكرانيون، من نجوم الفن والرياضة وحتى من الإعلام سقطوا في ساحة الحرب، التي لم يتوقعوا أن ينزلوا إليها سوى مكرهين. فمن قُتِــل من بعض مشاهير أوكرانيا تزامُنا مع هذه الأزمة التي تعصف ببلادهم منذ نحو أربعين يوما؟
الحرب الروسية في أوكرانيا، دخلت الإثنين يومها الأربعين، وأدخلت العالم بأسره في دوامة غير منتظرة، حيث قُــتل فيها عشرات الآلاف من الجانبين بين مدنيين وعسكريين، وهـجّر مئات الآلاف في أزمة إنسانية جديدة. كما أن تبعاتها الإقتصادية الواسعة تجاوزت حدود المنطقة الأوروبية، وبعثرت الحسابات السياسية الدولية. هذه الحرب أودت منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا بحياة الكثير من العسكريين ولكن أيضا المدنيين، الذين سقطوا خلال عمليات عسكرية واسعة شهدتها عدة مدن أوكرانية، وتوسعت رقعتها ولم تستثن تقريبا منطقة في أوكرانيا.
عدد من الشخصيات المعروفة والشهيرة في أوكرانيا فقدوا حياتهم وأُعلنت وفاتهم عبر قنوات رسمية أحيانا وغير رسمية في أحيان أخرى، ولئن لا يزال الغموض يحوم غالبا بظروفها، إلا أن وقعها المفاجئ أظهر مرة أخرى بشاعة الحروب التي لا تميز بين الضحايا.
مع الأيام الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا وفي خضم الكميات الهائلة من البيانات والأحداث المتعلقة بالحرب التي أغرقت مواقع التواصل الإجتماعي، جلبت صورُ ثلاثة رياضيين أوكرانيين الإنتباه، حيث أُحْصوا من بين قتْــلى هذه العمليات العسكرية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير الماضي .
فيتالي سابيلو، 21 عاما: حارس مرمى وقائد دبابة
حين اندلعت العمليات العسكرية الأولى انخرط الشاب الأوكراني فيتالي سابيلو الذي لم يتجاوز 21 من العمر ضمن صفوف المقاومة. فيتالي الذي ولد عام 2000 عُرف كحارس مرمى فريق الشباب في نادي إف سي كارباتي المحلي الذي ينتمي إلى الدرجة الثالثة في الدوري الأوكراني .
قرية سوكيلنيتسيا الصغيرة التي توجد قرب مدينة لفيف والتي يتحدر منها فيتالي، هي التي أعلنت وفاته. والده رومان أوضح لصحيفة بيلد الألمانية أن الحارس الشاب الذي انخرط في المقاومة ضد الروس، فقد حياته في ساحة الحرب في محيط العاصمة الأوكرانية كييف، حين كان يقود دبابة أوكرانية تعرضت لقصف روسي بعد أن تعطلت، وقال إن ابنه رفض مغادرة المعركة وحارب إلى آخر رمق.
دميترو مارتينينكو على اليمين وفيتالي سابيلو على اليسار
دميترو مارتينينكو، 25 عاما، لاعب كرة قدم، قتل خلال قصف روسي
دميترو مارتينينكو لاعب كرة قدم في فريق أف سي أوستومال في القسم الثاني من الدوري الأوكراني لكرة القدم، كان يشغل خطة مهاجم في فريقه وكان هدافه الأبرز. حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة وأفضل هداف في الموسم الماضي.
يتحدر ديميترو من مدينة لوهانسك، في إقليم دونباس وقضى خلال قصف روسي خلال الليلة الفاصلة بين الأحد 27 و28 فبراير الماضي، وقتل معه خمسة أشخاص آخرين من بينهم والدته خلال هذا القصف الذي استهدف مبنى سكنيا. في حين نجا والده وشقيقته البالغة من العمر 7 سنوات فقط ، بحسب معلومات نقلتها شبكة سكاي سبورت.
يفين ماليشيف 19 عاما، لاعب البياثلون الواعد
اتحاد البياثلون الأوكراني أعلن وفاة يفين ماليشيف في الأول من مارس الماضي، وهو لاعب سابق كان يمارس هذه الرياضة الأولمبية الشتوية واستدعي للمشاركة مع فريق الناشئين الأوكراني في هذه الرياضة وتوفي عن 19 عاما فقط وكان يمضي فترة خدمته العسكرية الإجبارية. يفين الذي كان سيحتفل بعيد ميلاده العشرين في 10 مارس/آذار هو أصيل مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد والتي تعرضت للقصف الروسي لعدة أيام متواصلة.
وكان يفين ماليشيف قد وضع حدا لمسيرته الرياضية قبل عامين مع بداية جائحة فيروس كورونا. ولم يحدد الاتحاد الأوكراني ملابسات وفاته، إلا أنه أكد موته أثناء القتال في صفوف الجيش الأوكراني.
لاعب الروغبي الشاب ميكيتا بوبروف قُتل مع عائلته
رئيس رياضة الروغبي – يوروب ، الروماني أوكتافيان موراريو، هو من أعلن يوم الجمعة 4 مارس على حسابه على تويتر، وفاة لاعب الروغبي الأوكراني الشاب ميكيتا بوبروف في مدينة كييف. التغريدة أوضحت أن ميكيتا قتل رفقة عائلته عند مداخل العاصمة الأوكرانية كييف دون توضيح ملابسات الحادثة.
الممثل باشا لي فقد حياته بعد أسبوع من انضمامه للمقاومة ضد الروس
مهرجان أوديسا السينمائي أعلن في 6 من مارس وفاة الممثل الأوكراني باشا لي خلال قصف روسي لمدينة إيربين. وكان الممثل يبلغ من العمر 33 عاما، وانضم قبل أسبوع من مقتله إلى صفوف الجيش الأوكراني للدفاع عن بلاده.
باشا لي الذي ولد في 10 يوليو 1988 في مدينة يفباتوريا كان واثقا من انتصار أوكرانيا في هذه الحرب حيث نشر على حسابه على إنستاغرام صورة له رفقة فتاة شابة في زي القتال وأضاف في تعليق يصاحب الصورة ” بأنه متأكد من أن أوكرانيا ستخرج منتصرة من هذه الأزمة”.
صحافيون قتلوا خلال أداء عملهم
في أحد بروتوكولات اتفاقية جنيف التي صيغت عام 1949، تم تناول وضع الصحافيين في مناطق النزاع المسلح، حيث يتم اعتبارهم اليوم “مدنيين” شريطة “عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يغير من وضعهم كمدنيين”. إلا أن هذا الوضع الذي ذكّر به بيان لمنظمة “مراسلون دون حدود” في 22 مارس الماضي، لم يحترم خلال هذه الحرب حيث فقد عدد من الصحافيين حياتهم في هذا النزاع من أجانب و أوكرانيين في حين كان من المفروض حمايتهم .
من بين هؤلاء الضحايا صحفية روسية تدعي أوكسانا باولينا، قتلت في كييف في 23 مارس خلال غارة شنتها “طائرة بدون طيار انتحارية” كانت تحمل متفجرات.
الصحفي الأمريكي بيار زاكريفسكي لدى قناة فوكس نيوز ومساعدته الأوكرانية أولكسيندرا كوفشينو:
وكذلك قُتل صحافي أمريكي شهير اسمه بيار زاكريفسكي يعمل لدى قناة فوكس نيوز و مساعدته الأوكرانية أولكسيندرا كوفشينو وكانا في سيارة تقل أيضا المراسل الأمريكي واستهدفت في هورينكا قرب كييف.
وفقد أيضا صحافيون أوكرانيون معروفون حياتهم خلال أدائهم لمهامهم. ففي 1 مارس الماضي تعرض مبنى التلفزيون الرسمي الأوكراني في كييف إلى قصف روسي وقُتل على إثره الصحافي الأوكراني يفغيني ساكون وأربعة أشخاص آخرين على الأقل في الهجوم. ويفغيني ساكون كان يعمل في قناة تلفزيونية أوكرانية وكان أيضا مراسلا لوكالة الأنباء الإسبانية ” إي في إي”. ووصفت منظمة مراسلون بلا حدود القصف الروسي الذي استهدف المبنى بـ” الهجوم الدقيق”.
صحافي أوكراني آخر اسمه فيكتور دودار توفي خلال القتال قرب مدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، إلا أنه لم تتوفر معلومات عن ظروف اختفائه و حيثيات مقتله.