أحداث سوس
شرعت بعض وسائل الإعلام بدولة موريتانيا في انتقاد موقف حكومة بلادها الجامد بخصوص النزاع القائم حول منطقة الصحراء، مؤكدين أن موقف الحياد الذي تلتزمه موريتانيا منذ عقود لم ينفعها في شيء.
العديد من الصحف، من بينها صحيفة “الأنباء الموريتانية”، كشفت أن النقاش حول دواعي احتفاظ موريتانيا الرسمية بموقف الحياد فى ملف الصحراء تجدد في البلاد بعد التحولات التي شهدها النزاع و تغير مواقف الدول الكبرى في العالم من هذا الملف، متسائلة “ما فائدة احتفاظ حكومة انواكشوط من تخزين موقف الحياد مدة ثلاثة و أربعين عاما؟”.
واعتبر المصدر ذاته وفق “آشكاين”، أن الحياد الذي تلتزمه موريتانيا في نزاع الصحراء “لم ينفع في تقريب وجهات نظر المتنازعين؛ ولم يفلح و لو مرة واحدة في جمع طرفي النزاع الجزائر والمغرب على طاولة واحدة”، قبل أن تقارن بين تطور الموقف الإسباني من الصراع فيما بقي الموقف الموريتاني دون تغيير.
وقالت الصحيفة المشار إليها، “منذ حوالي عامين تقرييا، قال رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني ، إن “موقف الحياد الإيجابي من نزاع الصحراء الذي تبنته بلادنا ليس قابلا للتغيير، لأنه من ثوابت السياسية الخارجية للبلد”، مضيفة أنه “موقف مشابه لما أعلن عنه شهر يونيو الماضي رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، حين أكد أن “موقف بلاده المتمثل في الحياد من ملف الصحراء لن يتغير في المستقبل”.
“لكن سانشيز نفسه خرج منتصف الشهر الماضي ليعلن في رسالة بعثها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن إسبانيا تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، و تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية و واقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”، تسترسل الأنباء.
وتساءلت الصحيفة ذاتها، “ماذا تنتظر موريتانيا حتى تحذو حذو إسبانيا ولو بطريقة تجنبها الإستنساخ الحرفي للموقف الإسباني نظرا إلى الإختلاف القائم في المعطيات والظروف وحتى التوازنات الإقليمية التي تحكم البلدين؟”، مشددة على أن هذا السؤال يطرح نفسه اليوم بِـقوَّة.