خطأ “غالي الثمن” دفعته إسبانيا للمغرب

خطأ “غالي الثمن” دفعته إسبانيا للمغرب

أحداث سوس27 أبريل 2022آخر تحديث : منذ 3 سنوات

أحداث سوس

لم تستسغ الجزائر تصريح وزير خارجية إسبانيا، خوسي مانويل ألباريس، الذي استعمل أمس الإثنين في في رده على كلام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء المغربية، كلمات تحمل في طياتها غضبا إسبانياً دفينا تُجاه الجزائر، وخاصة عندما استعمل مصطلح “الخلافات العقيمة مع الجزائريين” الذي أثار غضب صُناع القرار في قصر المرادية.

كما أن ألباريس وفق ما كتبته “الصحيفة”، استخدم أيضا أسلوبا حاسما في التعليق على انتقادات الرئيس الجزائري لإسبانيا، عندما قال في تصريحه لإحدى الإذاعات إن “إسبانيا اتخذت قرارًا سياديًا في إطار الشرعية الدولية ولا يوجد شيء آخر يمكن إضافته”. في تلميح إلى أن الجزائر لا يجب أن تتدخل في القرارات السيادية لمدريد، خاصة أن هذه القرارات لا تتعارض مع الشرعية الدولية.

تصريح وزير الخارجية الإسبانية، كان بمثابة “صفعة مؤلمة” للنظام الجزائري، وقد بدا آثر ذلك واضحا في تصريح عبر ما تصفه الجزائر بـ”مبعوثها الخاص الملكف بقضية الصحراء الغربية”، عمّار بلاني، الذي وصف تصريحات ألباريس، بأنها تصريحات “غير مقبولة” ولن تساعد “على تطبيع العلاقات بين البلدين”.

وبالعودة إلى تصريح ألباريس، والبحث في خلفياته، تقول “الصحيفة” تظهر العديد من العوامل التي قد تكون بمثابة المبرارات التي تدفع إسبانيا اليوم للرد بحدة على الجزائر، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بدوره انتقد بشكل شديد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على تغيير موقف مدريد من قضية الصحراء، واعتبر أن ما فعلته إسبانيا “غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا”.

لكن بالعودة إلى الوراء أكثر، تبدو أن هناك العديد من المبرارات التي تجعل مدريد تسأم من الأزمات التي تختلقها الجزائر، ولعل أبرزها الخطأ “الغالي الثمن” الذي دفعته إسبانيا، عندما قبلت طلب الجزائر باستقبال زعيم “البوليساريو” لتلقي العلاج في أحد مستشفياتها في العام الماضي، وهو الأمر الذي فجّر الأزمة مع الرباط وأدى بها اليوم إلى تغيير موقفها من قضية الصحراء برمتها.

ولعل أصحاب القرار في مدريد، ينظرون إلى الجزائر باعتبارها السبب في كل الأزمات الديبلوماسية وما يتبعها في قضية الصحراء المغربية، وبالتالي لا يستسيغون ما تحاول القيام به الآن من اختلاق أزمة جديدة هم في غنى عنها.

كما أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الذي جاء خصيصا خلفا للوزيرة السابقة أرانشا غونزاليز، لإنهاء الأزمة مع المملكة المغربية، يُدرك أكثر من غيره، أنه في الأساس جاء لحل أزمة كانت قد تسببت فيها الجزائر بالدرجة الأولى، وبالتالي هل تكون هذه العوامل هي المبررات التي تقف وراء نبرة الغضب التي يحملها تصريح ألباريس تُجاه الجزائر..!

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *