أحداث سوس
يبدو أن الأزمة الدبلوماسية المغربية الفرنسية مازالت لم تراوح مكانها، بل إنها ماضية في أخذ اتجاهات أبعد، من خلال ما رشح في تقارير دولية لصحف أجنبية.
وذكرت صحيفة “أفريكا أنتلجنس”، في مقال عنونته بـ”الرباط تجمد علاقاتها مع باريس”، كون المغرب يتجه لعدم استقبال السفير الفرنسي المعين حديثا من طرف قصر الإليزيه كريستوف لوكورتيي، خلفا للسفيرة هيلين لوغان.
وأوضحت الصحيفة في مقال أفردته حول العلاقات بين الرباط و باريس، أن “العلاقات بين فرنسا والمغرب تدهورت، حيث إنها كانت متوترة بالفعل في الأسابيع الأخيرة”.
وأكدت الصحيفة ذائعة الصيت، نقلا عن مصادرها أن “هناك تعليمات صدرت للمسؤولين المغاربة بعدم استقبال السفير الفرنسي في البلاد كريستوف لوكورتييه”.
وأشارت مصادر “أفريكا أنتلجنس”، أنه في نفس الوقت فإن المملكة المغربية لا تنوي تعيين مبعوث دبلوماسي لفرنسا لعدة أشهر مقبلة”.
وجاء هذا في وقت كثف فيه السفير الفرنسي لقاءاته مع مسؤولين بارزين في المغرب، حيث التقى برئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، و بوالي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، وآخر هذه اللقاءات لقاؤه مع عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، والذي نشرته السفارة الفرنسية بالرباط يوم الإثنين 6 مارس الجاري.
وتأتي هذه اللقاءات المتتالية من سفير فرنسا بالمغرب، في ظل ما تعيشه علاقات بلاده من أزمة دبلوماسية مع المملكة المغربية، وهو ما اعتبره أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، في تصريح سابق لـ”آشكاين” بأنها “زيارات جاءت تحت الضغط، لأن فرنسا اليوم تعرف مجموعة من المشاكل، خاصة عندما قال المغرب إن النظارة التي ينظر بها إلى الخارج، هي قضية الصحراء ووحدته الترابية، فالمغرب اليوم يضع قضية الصحراء والصداقات ونجاعة الشراكات في الميزان ويضع النعرات والابتزاز والمساومة في كفة أخرى”.
وخلص صبري إلى أن “فرنسا إن أرادت أن تدفع بعلاقة التعاون مع المغرب إلى الأمام، فالمبادرة يجب أن تأتي من عندها، حيث إن المغرب يعتبر الوحدة الترابية هي أساس العلاقات الثنائية بين الدول، ولا داعي للعب على الوتر الحساس لأن زمن وضع رجل هنا ورجل هناك قد انتهى، وإذا أرادت فرنسا أن تغامر وتقامر مع بلد لا يعرف الاستقرار وأرادت أن تبتعد عن بلد يعرف الاستمرار والاستقرار والازدهار على مستوى القارة الإفريقية، فلها أن تختار “.