“مناضلون إفتراضيون: بين جدار مجموعات WhatsApp ومستقبل النضال”

“مناضلون إفتراضيون: بين جدار مجموعات WhatsApp ومستقبل النضال”

Omar Omar25 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ 6 أشهر

محمد النوري /جريدة أحداث سوس.

يعيش العالم اليوم في عصر التواصل الرقمي، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية ،ومن بين هذه الوسائل التي اكتسبت شهرة كبيرة، يأتي تطبيق WhatsApp بمكانة بارزة ،إلا أن هذا التحول إلى العالم الرقمي ليس مقتصرًا على الأفراد الباحثين عن الدردشة والتواصل الاجتماعي، بل أصبحت منصة WhatsApp أيضًا ملجأً للمناضلين الإفتراضيين الذين يرغبون في تحقيق تغييرات اجتماعية وسياسية ،وخاصة بإحداث مجموعات واتساب تندرج في إطار تنظيمي معين ومن بينها التي تناقش مواضيع إنتماءاتهم السياسية ،العرقية ،الدينية ،الجغرافية و كذا السياسية.

إذا نظرنا إلى هذه الظاهرة، نجد أن النضال الاجتماعي والنشاطات النشطة فيه تأخذ أشكالًا متعددة داخل عالم WhatsApp. هؤلاء المناضلون يستخدمون المنصة للتنسيق والتواصل في سبيل قضاياهم ومشروعاتهم. يتيح لهم تبادل المعلومات والأفكار بسرية تامة، مما يساعدهم على تكوين تحالفات وشبكات تعاونية.

ومع ذلك، هناك قضية تثير قلقًا، وهي تلك التي تتعلق بتأثير هذه الظاهرة على حرقة النضال والمشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية واقعياً. إذا أخفى المناضلون أنشطتهم وهويتهم خلف جدار المجموعات الإفتراضية، فإن هذا قد يقلل من قدرتهم على إلهام الآخرين وجذب دعم واهتمام الجمهور. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتهاء النشاط الاجتماعي فيما يتعلق بالقضايا المهمة.

بالإضافة إلى ذلك، تثير مخاوف أمنية وقانونية. التشفير القوي للمحادثات على WhatsApp يجعل من الصعب على الجهات الرسمية تتبع ومراقبة نشاطات هؤلاء المناضلين. وهذا يثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومات على مراقبة هذه الأنشطة وضبطها.

على الرغم من هذه التحديات، يجب أن نفهم أن العالم الرقمي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ،ومن الضروري البحث عن التوازن بين حقوق الخصوصية وضرورة مكافحة التطرف وضمان الأمن الإجتماعي.أصبح المجتمع يشجع على النقاش حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة وكيفية تعزيز النضال والمشاركة الاجتماعية داخل عالم WhatsApp.

في النهاية، يبدو أن المناضلين الإفتراضيين يختبئون وراء جدار مجموعات WhatsApp رغم توفرهم على كاريزما القدرة على التأثير والتغيير وسط مجتمعهم او انعدامه، كما أنهم يسيرون قدماً في سبيل تحقيق متطلباتهم ومبتغاهم سواء بطريقة إرتزاقية فردية أو بحرقة في سبيل تحقيق الصالح العام وهذه تتطلب منهم مراعاة تأثير هذه الخطوة على حرقة النضال ومدى قدرتهم على التفاعل مع مجتمعاتهم وجعل الأمور أفضل ومحاولة إسقاط هذا النضال في الواقع المعاش لأهم المجتمعات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *