محمد سليماني
أدت الأمطار الأخيرة، التي تهاطلت شهر مارس المنصرم، إلى انهيار جزء كبير من السور الخارجي لثانوية تأهيلية وسط حي “تيكوين” بأكادير، ما أدى إلى بقاء المؤسسة مفتوحة على العالم الخارجي.
واستنادا إلى المعطيات، فإن جزءا كبيرا يتجاوز 30 مترا من السور الخارجي للمؤسسة انهار بفعل التساقطات المطرية، ما جعل المؤسسة عرضة للخطر من قبل الجانحين، كما أن الأجزاء المتبقية من السور أضحت بدورها تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة المتعلمين، خصوصا وأن الجزء المنهار محاذ للمرافق الصحية، حيث يتردد التلاميذ عليها بكثرة.
ورغم سقوط هذا الجزء الكبير من السور منذ أسابيع، إلا أن الجهات المعنية لم تبادر بعد إلى بناء هذا الجدار، لحماية المؤسسة من الغرباء، رغم أن لجانا كثيرة حلت بالمؤسسة بعد إشعارها من قبل الإدارة بما وقع، وبعد توصلها بتقارير في الموضوع.
وحسب المصادر، فإن هذه المؤسسة حديثة البناء، إذ فتحت أبوابها فقط سنة 2010، إلا أن قيام جماعة أكادير السنة الماضية ببناء مصلى مؤقت للعيد قرب الثانوية التأهيلية، حيث تم إفراغ كميات كبيرة من الأتربة بمحاذاة الجهة الشمالية للسور الخارجي للمؤسسة التعليمية، أدى إلى تضرر السور، كما أدت عمليات دك الأتربة، التي رافقت الأشغال، إلى حدوث تصدعات كثيرة فيه، كما أن الأرضية المنحدرة نحو الثانوية التأهيلية زادت من حدة الخطر مع أولى التساقطات المطرية الغزيرة.
وخلال شهري يناير وفبراير من السنة الماضية، وبعد هطول أمطار غزيرة بالمنطقة، سقط جزء كبير من السور الخارجي، فأصبحت المؤسسة التعليمية مفتوحة على الخارج، ومعرّضة لكل أشكال التعدي والعبث. وبعد قيام إدارة الثانوية بمراسلة كل الجهات المعنية، من مديرية التعليم إلى السلطة المحلية والمجلس الجماعي، وحلول عدة لجان تقنية وتعليمية للاطلاع على الوضع، تم بناء الجزء المنهار من الجدار، والبالغ طوله حوالي 12 مترا من قبل أحد المقاولين من المنطقة. إلا أن هذا الجزء المبني لم يصمد طويلا، إذ كشفت عورته التساقطات المطرية الأخيرة، حيث انهار هذا الجزء وانهارت معه أجزاء أخرى، حتى وصل مجموع طول السور المنهار 30 مترا. ولحسن الحظ أن هذه الأجزاء المنهارة، سقطت ليلا، حيث المتعلمين غادروا الفضاء التربوي.
وكشفت مصادر مطلعة أن الجدار ما زال على حاله، منذ أسابيع، دون أن تبادر أي جهة إلى بنائه لحماية حرمة المؤسسة التعليمية، خصوصا وأن الثانوية أضحت مفتوحة على الخارج، ما شجّع الغرباء على اقتحامها، وتحولت إلى ساحة لعب للبعض، بل إن بعضهم لم يتردد في رشق الطاقم الإداري بالحجارة حين تم منعهم من دخول المؤسسة. كما استباحت الكلاب الضالة حرمتها، وتوغلت بين أقسامها خلال أوقات الاستراحة، ما خلق فوضى ورعبا بين صفوف التلميذات والتلاميذ. ويزداد الوضع قلقا، مع اقتراب موعد الامتحانات الإشهادية للسنة الأولى والثانية باكالوريا، مع ما يتطلبه ذلك من أمن وسلامة للمترشحين والمكلفين بالحراسة والتدبير.