أحداث سوس
إنزكان – اهتزت ساكنة مدينة إنزكان خلال الأيام القليلة الماضية على وقع فاجعة مؤلمة، بعد وفاة طفل في عمر الزهور داخل مصحة خاصة معروفة بالمدينة، مباشرة بعد إدخاله لإجراء عملية جراحية على مستوى الجيوب الأنفية.
وفي تصريحات مؤثرة أدلى بها والد الطفل عبر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف تفاصيل ما جرى، مؤكداً أنه “قام بجميع التحاليل الطبية المطلوبة وأحضرها للطبيب، الذي أكد بدوره أنه لا يوجد ما يمنع من إجراء العملية”. وأضاف الأب المكلوم: “دخل ابني إلى غرفة العمليات بكامل وعيه وحيويته، لكنه لم يخرج منها حيًّا… قيل لي بعدها إن قلبه توقف أثناء التخدير”.
الوالد، الذي لا يزال تحت وقع الصدمة، تساءل عن الكيفية التي تُجرى بها مثل هذه العمليات البسيطة، والتي لا تتطلب عادة تدخلاً معقداً، متسائلاً إن كان هناك إهمال أو خطأ طبي. كما عبّر عن استغرابه الشديد من تصرفات إدارة المصحة بعد الوفاة، قائلاً: “مباشرة بعد أن أعلنوا وفاته، أخبروني أنهم سيتكفلون بتغسيله وتكفينه ودفنه، وقد استغلوا حالتي النفسية في تلك اللحظة، ولم أفق إلا بعد أن تم دفنه”.
وفي نهاية حديثه، وجّه الأب نداءً مؤثراً للرأي العام والسلطات القضائية، طالب فيه بفتح تحقيق جدي في وفاة ابنه، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أي تقصير أو إهمال طبي، قائلاً: “ابني مات وأنا أريد فقط معرفة الحقيقة، ومحاسبة المسؤول إن كان هناك خطأ”.
الواقعة أثارت تعاطفاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن تضامنهم مع الأب، مطالبين بدورهم بفتح تحقيق فوري ومستقل لتحديد ملابسات هذه الوفاة المفاجئة.
وتبقى مثل هذه الحوادث دليلاً إضافياً على الحاجة الملحة لتقوية آليات المراقبة داخل المؤسسات الصحية، سواء العمومية أو الخاصة، وضمان احترام الإجراءات الطبية في جميع المراحل، بما يكفل سلامة وأرواح المرضى، خصوصاً الأطفال.
