سعد الدين بن سيهمو
رغم تعقيدات المشهد السياسي داخل جماعة سيدي بيبي، وتعدد الصراعات والتجاذبات الحزبية، يبرز دوار تكاض كحالة استثنائية، وكنموذج يُحتذى به في فن إدارة التوازنات السياسية والظفر بالمكاسب التنموية، بل يمكن وصف منتخبيه بـ”القوة الضاربة” التي تعرف من أين تؤكل الكتف.
في الوقت الذي انشغل فيه باقي المنتخبين بلعبة الاستقطاب والصراعات الجانبية، استطاع منتخبو تكاض، بهدوء وبدهاء سياسي محسوب، انتزاع حصة الأسد من دعم الجماعة، سواء تعلق الأمر بالدعم المخصص للجمعيات أو بالمشاريع المهيكلة، ضاربين بذلك عرض الحائط كل السيناريوهات التي حاولت تصويرهم كمجموعة منقسمة أو غير منسجمة.
اللافت، أن التنافس السياسي الذي حاول بعض المتتبعين تضخيمه بين أبناء تكاض، لم يكن سوى واجهة لصراع خفي يُدار بعقلانية، هدفه تحقيق أكبر قدر ممكن من الامتيازات للدوار. فبينما انشغل خصومهم بترويج صورة مفككة عن تركيبة المنتخبين التكاضيين، كانوا هم ينتزعون المكاسب في صمت، ويعيدون ترتيب أوراق اللعبة لصالح الساكنة.
وقد تجلى ذلك بوضوح في واقعة يوم الأمس الأربعاء ، حيث شهد مكتب الرئيس ، مشادات كلامية حادة بين رئيس الجماعة وأحد المستشارين، بخصوص توزيع الدعم المالي، الموجهة للجمعيات.
والمفاجأة، أن هذه الصراعات انتهت بـرفع حصة تكاض من المنح المقترحة، وهو ما اعتُبر نصراً سياسياً وتكتيكياً جديداً يضاف إلى رصيدهم.
في الوقت الذي غرق فيه بعض الفاعلين المحليين في لعبة “التحالفات الموسمية” والتراشق الكلامي، أثبتت تكاض أنها تعرف جيدًا متى تُظهر القوة ومتى تتظاهر بالضعف. وهنا يبدو أن “سياسة الشيطان”، كما يصفها البعض بسخرية، نجحت في تحويل بعض المنتخبين إلى بيادق تُحرّك بسهولة في رقعة شطرنج يتحكم فيها تكاض بدهاء سياسي يُحسب لهم.
و تبقى تكاض حالة خاصة داخل جماعة سيدي بيبي، سواء من حيث نجاعة منتخبيها أو من حيث قدرتهم على ضمان استمرارية المشاريع التنموية، رغم كل ما يُحاك في الخفاء من حسابات وتحالفات هشة.
هنيئًا لتكاض.. وهنيئًا لساكنتها التي تجني ثمار وعي سياسي استثنائي .