تسعى الشابة المغربية، صفاء الجاولي مساعدة المغربيات على تفادي ظاهرة التحرش الجنسي في الأماكن العامة، والتي أصبحت ضمن أكثر الظاهر انتشارا بالمغرب، إذ تتعرش أكثر من 40 بالمائة من المغربيات في المدن إلى التحرش الجنسي.
الأمر لا يتعلق بسلاح لصد المتحرشين، ولكنه تطبيق جديد، ابتكرته المقاولة صفاء الجزولي، يساعد المغربيات على العثور على الفضاءات الصديقة للمرأة، والتي تشهد أقل معدل من التحرش الجنسي.
التطبيق الجديد، والذي أطلقت عليه صفاء إسم “فين نمشيو”، يشبه إلى حد ما تطبيق trip advisor، وفق صحيفة ميدل إيست مونيتور، التي قالت إن التطبيق يُعطي تقييما لكل الفضاءات حسب معدل التحرش الجنسي بها، كما يُمكن للمستخدمين من نشر تجربتهم مع التحرش في هذه الأماكن، وما إن كانت بالفعل صديقة للمرأة.
“تبقى الخيارات محدودة جدا بالنسبة للمرأة بالمغرب، حين تريد الذهاب إلى فضاء ما، دون التعرض للترحش، إذ أن المقاهي ترزح تحت هيمنة الذكور، وهناك بعض المقاهي المعادية للنساء، حيث من الممكن أن تتعرض للاعتداء الجسدي،” تقول صفاء الجزولي، في حوار لها معصحيفة ميدل إيست مونيتور، الناطقة باللغة الإنجليزية.
صفاء، التي تعيش حاليا في فرنسا وتزور المغرب باستمرار، قالت إنها سئمت من الذهاب إلى نفس الأماكن المحدودة، التي تقصدها حين تكون بالمغرب، من أجل لقاء صديقاتها دون التعرض للتحرش، مضيفة أن هذا ما قادها إلى تطوير التطبيق، الذي يمكن استخدامه على الهواتف الذكية، والذي يعتبر بمثابة منصة لكل النساء المغربيات، إذ يخول لهن تقاسم التجارب في كل الفضاءات التي يمكن زيارتها، حتى ينصحن النساء الأخريات إما بزيارتها، نظرا لخلوها من التحرش، أو بتفاديها، نظرا لكونها تشهد معدلا مرتفعا من التحرش الجنسي.
صفاء اعتبرت أن البحث عن آراء حول مكان ما في المغرب عبر ما توفره خريطة “غوغول”، يقود إلى مطالعة ما يكتبه الرجال حوله فقط، لأن هذا هو المتوفر، مشيرة إلى أن عدد قليلا جداً من النساء يقدمن آراءهن.
لهذا السبب، تضيف نفس المتحدثة، جاء هذا التطبيق كي يوفر “منصة تفاعلية تساعد فيها النساء بعضهن، عبر إبداء آرائهن حول الفضاءات الآمنة للمرأة”.
يشار إلى أن الأرقام الرسمية تفيد أن أكثر من 40 بالمائة من النساء المغربيات اللواتي يعشن بالمدن، يتعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة. ووفق تقرير، نشرته المندوبية السامية للتخطيط شهر شتنبر الماضي، فإنه من أصل 5,7 مليون امرأة بالمدن تتراوح أعمارهن بين 18 و 64 سنة، تعرضت ما يناهز 2,3 مليون امرأة من بينهن، أي ما يعادل 40,6 في المائة، لفعل واحد على الأقل، يصنف ضمن أفعال العنف، بالفضاءات العامة للمدينة.
وأوضح التقرير أنه من بين مجموع ضحايا الاعتداءات، تتعرض 427 ألف امرأة لانتهاك الحرية الفردية ، فيما تتعرض 427 ألف امرأة إلى العنف الجنسي غير المقرون بانتهاك حرمة جسدها (دون لمس جسد المرأة).
وأكد التقرير أن العنف ضد النساء لا يقتصر فقط على شريحة عمرية محددة، بل إن ضحايا العنف في الفضاءات العامة بالمناطق الحضرية ينتمين إلى كل الفئات العمرية وكل الفئات الاجتماعية.