قاموا بقتله وتكبيله وانتزاع سرواله والاستيلاء على مبلغ مالي مهم
تحت حراسة أمنية مشددة وبحضور قائد سرية الدرك الملكي بتارودانت ورئيس مركز الدرك الملكي بأولاد تايمة والسيد وكيل الملك بتارودانت وعدد من عناصر الدرك الملكي، شهدت إحدى الضيعات الفلاحية الكائنة بدوار أيت زي جماعة الكفيفات أولاد تايمة، فصول إعادة تمثيل جريمة القتل التي وقعت يوم السبت 17 فبراير الجاري والتي ذهب ضحيتها فلاح في عقده الخامس ينحدر من حي الكليتة أولاد تايمة إقليم تارودانت، وذلك بعد تعرضه لجروح خطيرة على مستوى الرأس وجميع أنحاء جسده بواسطة عصا، فيما فر المشتبه بهما باتجاه مجهول، حيث ظلا مختفيان عن الأنظار إلى حين إلقاء القبض عليهما على يد دورية من عناصر الدرك الملكي التابعين لسرية تارودانت في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الثلاثاء وذلك بمنطقة ثلاث إيغود نواحي اليوسفية.
وتعود تفاصيل هذه الجريمة حسب إفادة تلقيناها من مصادر مطلعة، وذلك عندما قام الهالك زوال يوم الخميس 15 فبراير الجاري بجلب عاملين زراعيين من الموقف المتواجد بالقرب من سوق الخميس بأولاد تايمة، قصد العمل لذيه بالضيعة الفلاحية التي يملكها الكائنة بدوار أيت زي جماعة الكفيفات أولاد تايمة، ويتعلق الأمر بأخوين شقيقين، أحدهما مزداد سنة 1996 وهو من ذوي السوابق القضائية والثاني مزداد سنة 1993، حيث أخذ منهما نسخة من بطاقة تعريفهما الوطنية وخصص لهما مسكنا داخل الضيعة، غير أن حارس الضيعة راودته الشكوك منذ البداية حول هذين الوافدين الجديدين خصوصا عندما لاحظ تحركاتهما المشبوهة داخل الضيعة، حيث وبمجرد وصولهما قاما بمغادرة الضيعة إلى وجهة غير معلومة ولم يعودوا إليها إلا في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من نفس اليوم.
وفي اليوم الموالي أي يوم الجمعة أمرهما حارس الضيعة بتناول وجبة الفطور من أجل مباشرة عملهما في جني محصول البادنجان، حيث قاموا بالعمل إلى حدود الساعة الثانية عشرة زوالا، وبعد ذلك تناولوا وجبة الغذاء غير أن الشقيق الأكبر أخبر حارس الضيعة أن شقيقه الأصغر لا يرغب في العمل، وهو الأمر الذي دفع الحارس للاتصال بصاحب الضيعة وذلك بعدما راودته شكوك حول تصرفات المشتبه بهما، وعندما قدم صاحب الضيعة في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا أخبره الحارس بضرورة طردهما والاستغناء عنهما لعدم رغبتهما في العمل، ليجيبه بالقول: “غير سلّك معاهم الخدامة ديول هاذ الوقت هوما هدوك” وعندما استفسر صاحب الضيعة الشقيق الأصغر عن سبب عدم رغبته في العمل أخبره هذا الأخير أنه يعاني من مرض في الكلي وأنه عاجز عن القيام بمهامه، هذا في الوقت الذي تكلف فيه ابن صاحب الضيعة والحارس والشقيق الأكبر باستئناف العمل وشحن محصول البادنجان في سيارة من نوع بيكوب وذلك في حدود السادسة مساء، وعند الانتهاء من شحن غلة البادنجان قام صاحب الضيعة بنقل الشقيق الأكبر إلى مدينة أولاد تايمة كما سلمه مبلغا ماليا قدره 30 درهما قصد قضاء بعض الأغراض، وفي حدود الساعة الحادية عشر ليلا سمع حارس الضيعة طرقات في باب منزله الكائن وسط الضيعة الفلاحية، ليفاجئ بأحد المشتبه بهما يطلب منه فتح الباب وتمكينه من هاتفه النقال قصد الاتصال بوالدته، غير أن الحارس رفض ذلك بل قام بإغلاق الباب بإحكام بواسطة قطعة خشبية بعدما تملكه الخوف من نوايا المشتبه بهما، حيث ظل يعيش حالة من الخوف طول الليل إلى درجة أنه قام بجمع جميع وثائقه وأمواله وقام بدفنها تحت الأرض خوفا من تعرضها للسرقة من طرف المشتبه بهما.
وفي صباح يوم السبت 17 فبراير الجاري فوجئ حارس الضيعة أن المشتبه بهما لم تعد لهما رغبة في العمل، وعند قدوم صاحب الضيعة في حدود الساعة التاسعة صباحا واستفسارهما عن سبب تقاعسهما عن العمل قاموا مباشرة وبدون مقدمات بالانهيال عليه بواسطة عصا غليظة على مستوى الرأس ليسقط على الأرض مدرجا في دمائه حيث قام الضحية بالمناداة على الحارس طلبا للمساعدة، في الوقت الذي واصل فيه المشتبه بهما اعتدائهما حيث قاموا بتعريض الضحية للضرب المبرح محدثين له جروحا وكدمات على مستوى جميع أنحاء جسده لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة، وعندما حضر الحارس خاطبه الشقيق الأصغر “جابك الله” هذا قبل أن يأمره بالجلوس والتزام الصمت، وفي هذه الأثناء قام المشتبه بهما بانتزاع سروال الضحية والاستيلاء على مبلغ مالي مهم كان بداخله قبل أن يقوموا بتمزيقه، كما قاموا بتكبيل الضحية بواسطة حبل بلاستيكي ليتوجهوا مباشرة إلى سيارته حيث قاموا بتكسيرها وسرقة مفاتيحها ووثائقها ورميها فوق سطح المنزل، كما قاموا بتكبيل حارس الضيعة وسرقة هاتفه النقال هذا قبل أن يلوذوا بالفرار ليتوجهوا مباشرة إلى مسقط رأسهم بمنطقة ثلاث إيغود نواحي اليوسفية.
إدريس لكبيش