كريم فركاكوم : حزب الأحرار اختار مسار الثقة بديلا عن الخطاب العدمي

كريم فركاكوم : حزب الأحرار اختار مسار الثقة بديلا عن الخطاب العدمي

azmmza1314 مارس 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

 
 
احداث سوس
 
الكثير من الفاعلين السياسيين و الحزبيين يظنون بأن حزب التجمع الوطني للأحرار على مشارف إنتخابات سابقة لأوانها و يرجعون ذلك بالأساس إلى الدينامية والحركية الغير مسبوقة التي يعرفها الحزب ومنظماته الموازية و التي لا تخطئها عين أي مواطن مغربي في كل الاقاليم و الجهات عبر ربوع المملكة، و كذلك من خلال الحضور الإعلامي و التواصلي القوي لوزرائه و قياداته مع جميع مكونات وفئات الشعب، كل هذا جعل الذين لا يزالون يؤمنون بالطريقة الكلاسيكية للممارسة السياسية و الذين يجعلون منها فقط طريقا للولوج للمناصب و تراكم التعويضات، يظنون بأن عمل التجمع على أرض الواقع يأتي في إطار حملة إنتخابية سابقة لأوانها و نسوا بأن الطبيعي و المنطقي أن الأحزاب السياسية مهمتها التأطير و القرب من المواطن بشكل دائم و مستمر.
منذ قرار إستقالة صلاح الدين مزوار بعد تراجع نتائج حزب الحمامة خلال إنتخابات 2016 و إنتخاب عزيز أخنوش على رأس الحزب ، تمكن الأحرار و في ظرف قياسي بفضل مجهودات جميع مكوناته و تحت قيادة مكتبه السياسي بتغيير كبير و جذري في توجه الحزب و في طريقة عمله و عدم جعله حزبا موسميا لا يراه المغاربة إلا من حملة إنتخابية لأخرى و قرر تقوية و تجديد هياكله و تأسيس تنظيماته الموازية و نجح في زيادة قاعدة منخرطيه و فتح مقراته الجهوية و الاقليمية و المحلية في وجه المواطنين و المواطنات و فتح نقاشا داخليا بخصوص تقديم عرض سياسي يجيب على الإشكاليات الحارقة التي يعاني منها غالبية الشعب المغربي، ليخلص بصياغة كتاب مسار الثقة الذي يعبر عن رؤية التجمعيين للنمودج التنموي الجديد و الذي سيساهم في تطور البلاد.
 
لكن للأسف الشديد في الوقت الذي من المفترض أن تنخرط باقي المكونات الحزبية في تقديم عرضها ومساهمتها و رؤيتها للنمودج التنموي للبلاد الذي نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، بعد قرائته التحليلية للحركية الأخيرة للمجتمع على خلفية إحداث مختلف المناطق، إنخرطت تيارات سياسية عاجزة عن الإبتكار في توجيه الضربات للتجمع بخلق الأكاذيب و تضليل الرأي العام بإنتاج خطاب عدمي الهدف منه التشكيك و خلق عدم الثقة بين مكونات الشعب و المؤسسات سواء العمومية أو الحزبية الأخرى كما أنها لا تفوت أي فرصة للتشويش على عمل الأغلبية الحكومية الحالية والتي عبر قادته أكثر من مرة عن الإرتياح في العمل جنبا إلى جنب لخدمة هذا الوطن بعيدا عن المزايدات السياسوية الفارغة التي يعلم الكل مصدرها و من له المصلحة في وقف عجلة التنمية ببلدنا الحبيب، فمن يسخر شبابه (الجيش الإلكتروني) و عبر الفضاء الإلكتروني لزرع اليأس و الإحباط في نفوس المغاربة و يروج الأفكار الظلامية و العدمية لا يبدو أنه يريد الخير و الإصلاح في هذا البلد .لكن في المقابل كما قال عزيز أخنوش : المغاربة هم من سيقررون من الأصلح للبلد و يعرفون من يشتغل بجد و من يجعل من الخطابات  الشعبوية الفارغة رصيده أمام المواطنين و المواطنات.
 
إن الشعب المغربي ذكي و أصبح يفرق جيدا بين من  جاء بخطاب إصلاح أوضاع البلاد ولم تكن له الكفاءة و الشجاعة فخلق مصطلحات (شيطانية)  ليحاربها و إكتفى بإصلاح أوضاعه و أوضاع عشيرته و بعض أتباعه و بين من قام بتشخيص ودراسة  المشاكل الحقيقية التي تنخر المجتمع من صحة و تعليم و تشغيل وقدم عرضا سياسيا واقعيا يجيب على مشاكل المواطنين و المواطنات.
كريم فركاكوم

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *