الإرادة العزيمة مدخل تحقيق التنمية الشاملة

الإرادة العزيمة مدخل تحقيق التنمية الشاملة

azmmza1313 أبريل 2018آخر تحديث : منذ 7 سنوات

بقلم : عبد الرحمان سناج
 
لا يختلف اتنان أن الإرادة والعزيمة والعمل الجاد والنزيه الخالي من الشكوك يمكن من تحقيق متطلبات الناس، فحركة تغيير الفرد والجماعة والواقع من حال الى أخر أفضل تمر عبر التدافع بين الإيجاب والسلب…
فكلما كان التطور مبنيا على المعرفة والعقل وتوخي الجودة كلما تقلص السلب واتسعت رقعة الإيجاب.
ولولا العقل لأصبح البشر مثل الحيوانات تسعى للعيش والبقاء بشتى الطرق في تواز مع باقي المخلوقات، لكن الواقع المر هو أن العقل البشري زاغ عن منحاه وعن الصواب والجادة واصبح مصدر قلق وتوثر للآخر.
فعبر مر التاريخ والأزمنة والقرون تتخذ الإساءات أشكالا أخطر من سابقاتها، في خرق سافر لكينونة الحضارات البشرية، بل الأغرب إلى الحياة الإنسانية ككل، هاجس الإنسان هو التحكم وسلطة القرار، فيصبح لحياة المخلوقات غير العاقلة نفعا على حياتنا لأنها تهب لنا ما نحتاجه وتمنحنا ما نريده.
تعاملنا مع الحياة يجب أن يكون إيجابيا يؤسس فيه لمنطق الغد الأفضل مع محاصرة ما يمكن أن يفسد طبيعة الحياة من الانزلاقات الانحرافات، والتسلح بالتربية والعلم والعمل المثمر.
إن تفكيك البنيات الاجتماعية المؤطرة للمجتمع والضامنة للبناء الديمقراطي الحداثي وإقرار المؤسسات والعدالة الاجتماعية وإضعاف الأحزاب والنقابات والجمعيات، وانتهاك حرمة الجامعات وتعدد الفصائل المتناحرة فيما بينها، والتقصير في منظومة التعليم وافراغها من دورها التأطيري والاكاديمي، والإنتاج والمعرفة …عناصر لا محيد عنها ستوسع الهوة بيننا وبين التطور والتقدم والازدهار، وستوظف الأموال، والممتلكات والفضاءات في أنشطة انتهازية ونفعية وعبتية… لبسط الهيمنة والتحكم وشراء الدمم بالتسقيط والجملة.
إن انسحاب النخب القادرة على البناء (علماء، مفكرين، باحثين، أدباء وشعراء ….) من المشهد العمومي والتأطير الفكري مخافة التماهي مع من هو موجود تحصيل حاصل للفوضى بالمؤسسات ودواليب التسيير، وأصبح الجميع مساهما في الانحطاط والتخلف والعبت.
وما زاد الطين بلة هو تكاثر عدد سكان مواقع التواصل الاجتماعي الذين يقضون معظم وقتهم ليلا ونهارا بهذه الفضاءات الافتراضية حتى أصبحت عندهم القناعات سطحية تابثة(الهو).
وأصبح اليوم خطاب اليأس والإحباط والرفض هو مرجعية الخطاب الشعبي حتى عند الشباب وغيره من النخب، وتقلصت نسب المتطوعين والمجدين والعاملين للصالح العام.
ختاما فتقدم الشعوب لا يتطور منسوبه بالتفكك والاضعاف الممنهج، بل بالتلاحم والتدبير المشترك وجعل قراراتنا وبرامجنا مسايرة لقوانين الكون، التعايش السلمي، وتوفير الحياة الكريمة لكل أفراد الشعب في ظل دولة الحق والقانون والمساواة وتكافؤ الفرص، وتقسيم عادل للثروات لإزالة الفوارق الطبقية بالمجتمع واحترام الحقوق والحريات.
رواج عامل الوعي لدى مدبري الشأن العام ومسؤولي الدولة رهين بمدى تحقيق مطالب الشعب في ظل ثورة تقافية تحدث تغيرا في الدهنيات، وتعمل على بناء الإنسان.
 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *