تمكنت مصالح الأمن بتيفلت، نهاية الأسبوع الماضي، من اعتقال ثلاثة أشخاص يتحدرون من منطقة القطبيين ضواحي المدينة، على خلفية تورطهم في قضية نصب واحتيال على شركات تأمين في مبالغ مالية، مقابل شكايات تقدموا بها لدى السلطات الأمنية بشأن تعرض أربع سيارات جديدة للسرقة، تبين لاحقا أنهم باعوها من دون وثائق، قبل تقديمهم أمام النيابة العامة لدى ابتدائية الخميسات، التي تتابعهم من أجل صك اتهام موزع بين إهانة الضابطة القضائية والإدلاء ببيانات كاذبة والتبليغ عن جريمة يعلمون مسبقا عدم حدوثها والنصب والاحتيال والمشاركة في التزوير.
وكشفت مصادر الجريدة فان أحد الموقوفين تقدم إلى مصلحة المداومة بمفوضية أمن تيفلت لتقديم شكاية في موضوع تعرض سيارة فلاحية نوع “بيكوب ميتسوبيشي” ما زالت تحمل لوحة ترقيم جديدة للسرقة بوسط المدينة، اقتناها منذ قرابة ثلاثة أشهر بقيمة 23 مليون سنتيم عن طريق قرض بنكي، وتصريحه بكونه ترك بداخلها مفتاحي السيارة، مما جعل رجال الأمن المداومين يشككون في رواية المشتكي، الذي طلب منه العودة في اليوم الموالي إلى مقر الدائرة الأمنية الثانية لتسجيل شكايته والاستماع إلى إفادته، مقابل إحالته على الفرقة المحلية للشرطة القضائية ومحضر الاستماع، حيث جرى تعميق البحث معه في ملابسات هذه السرقة ناقصة الأركان.
وبعد الاستماع إليه مجددا من قبل الشرطة القضائية، التي ركزت معه حول مكان السرقة الذي أدلى به، تم الانتقال نحو عين المكان بالقرب من إحدى المؤسسات البنكية تمت الاستعانة بكاميراتها المثبتة بأحد أركانها، ما كشف زيف ادعاءات ومزاعم المشتكي، الذي لم يجد بدا من الاعتراف بكافة تفاصيل الحادث، بعد مواجهته بتسجيل الكاميرا الذي أظهره وهو يركن سيارته ويترجل منها لمدة، قبل أن يمتطيها من جديد ويغادر المكان.
وأثناء استنطاقه اعترف الموقوف أنه واثنين من مشاركيه عمدوا إلى بيع السيارة المعنية بمدينة الدار البيضاء من دون وثائق بمبلغ ستة ملايين سنتيم، مضيفا أنه يدفع أقساط القرض للبنك خلال الأشهر الأولى فقط، قبل أن يعمد إلى بيع السيارة وتسجيل شكاية بتعرضها للسرقة للاستفادة من تعويضات شركة التأمين، وهي المعطيات التي اعتمدها المحققون في استدراج مشاركيه حتى المحطة الطرقية المقابلة لمفوضية الأمن، حيث جرى إيقافهما وإخضاع سيارة فلاحية جديدة من النوع نفسه لتفتيش مكن من حجز مبلغ أربعة ملايين سنتيم، أفاد متحوزه أنه متحصل من اتجاره في بيع العسل، بالإضافة إلى ثلاث بطاقات كرتونية لسيارات “داسيا لوغان” جديدة باعوها بالطريقة ذاتها، كما تم حجز سيارة “بيكوب” التي حضرا على متنها لفائدة البحث.