القراءة الإيجابية مع الدكتور مريد الكلاب

القراءة الإيجابية مع الدكتور مريد الكلاب

azmmza1330 يونيو 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

 
تعتبر القراءة من المهارات الأساسية التي تركز عليها النظم الحديثة، فهي تمكننا من الحصول على المعرفة واكتساب مهارات متعددة، وهي رياضة العقل، وتساهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه وتساعد على تنمية لغته.
تعد القراءة من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات تقدما أو تخلفا، فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة، ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية. وللقراءة أهمية على المستوى الفردي والمجتمعي حيث تستخدم كوسيلة علاج نفسي واجتماعي فعال تحت إشراف الطبيب حيث يطلق عليها العلاج بالقراءة أو الببيليوثيرابيا.
وتساهم القراءة في تنمية مهارات الفرد وميوله واهتماماته وتكوين الشخصية المبدعة المبتكرة. وتعتبر القراءة من أهم الوسائل الهادفة في تطوير قدرات المتعلم وإثراء خبراته وزيادة معلوماته ومعارفه وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية جميعها. كما تعد العامل الأهم في تشكيل عقل المتعلم، وتُكسبه القدرة على الفهم والتعبير، وتنمي اتجاهات الأفراد فكريا لخدمة المجتمع.
ومن خلال القراءة يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهي أكثر مصادر العلم والمعرفة للقارئ إذ تفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله.
إن للقراءة أهمية في حياة الفرد والمجتمع، فهي تزود الأفراد بالخبرات وتنمي مداركهم وتهيئهم لخدمة المجتمع، فهى أداة للتواصل والاتصال بتراث الشعوب.
خطوات القراءة الإيجابية
1- اسأل نفسك : لماذا أقرأ ؟وما هي غايتي من القراءة ؟
يجب أن تكون هناك غاية من القراءة، فلا يمكن أن نقرأ بدون هدف، وإنما نقرأ لنستفيد، ونحارب الأمية والجهلَ، ونخدم الإنسانية.
2- ابدأ بما تحب:
كي تعود نفسك على القراءة ابدأ دائماً بما تحب ..اقرأ في مجالِ اختصاصك، اقرأ عن الشخصية المحببة لك، رياضتك المفضلة، تاريخ الحروب، كيفية اختراع شئ ما، صحف ومجلات، مذكرات … إلخ !! بهذه الطريقة ستتعود بالممارسة على القراءة، وستنفقُ الكثير من وقتك فيها حتى تصبحَ جزءاً أساسياً من حياتك.
3- ضع خطة للقراءة:
يجب الاستفادة من المطالعة.. لذا من الضروري وضع خطةً منهجية للقراءة، ماذا تريد أن تقرأ في هذا الشهر !؟ وكم كتاباً تنوي قراءته!؟ وما هي الموضوعات التي ستركز عليها !؟ بإمكانك أن تقف مع نفسك شهرياً أو سنوياً لتقيم خطتك في القراءة، وتنظر هل تحقق لك ما تريد أم لا، ثم بإمكانك أن تغير هذه الخطة أو الجدول الذي تسيرُ عليه، وحبذا أن يكون جدولك شهرياً حتى تشعر دائماً بالتجديد مع تجنب الشعور بالملل.
4- ابحث أولاً قبل أن تسأل:
إذا أردت أن تعشق القراءة وأن تجعل نفسكَ دائم الارتباط بها، فعليك دائماً أن تبحث قبل أن تسأل، فإذا علقَ في ذهنك شيء وبادر إلى الكتابِ لتفتش في طياته عما تجهله، فذلك سيعودكَ حبَ القراءة.
5- حدد الوقت والمكان المناسبين:
يمكنك أن تحدد ساعة أو ساعيتين يومياً – أو حتى نصف ساعة واجعلها ثابتة للقراءة لا تتغير ولا تتبدل .. فلا تجعل القراءة عملاً يقتصرُ على أوقاتِ الفراغ فقط، وإنما اجعلها جزءً أساسياً من حياتك..! مع تخصيص مكانٍ مناسبٍ هادئٍ يجعلك مستمتعا بما تقرأ، وحبذا لو رافقتها بكوب شايٍ أو فنجانٍ قهوة.
6- التدرجُ مطلوب:
التزم مبدأ التدرج في القراءة .. فلا تأخذك الحماسةُ بعدَ قراءةَ هذه السطور إلى أن تبدأ بالمطولاتِ من الكتب والموسوعات، فبحر القراءة لا ساحل له .. ابدأ دائماً بالأيسر فالأيسر، ثم انتقل إلى ما بعده، والتوفيقُ من الله.
7- كنْ جاداً:
القراءة هي التي تصنعُ الفرق دائماً، لا يُتصورُ أن تحملَ أول آيات القرآن الكريم أمراً بهواية ! القراءة ليست هواية فقط، وإنما هي واجبُ أساسي عليك، فخذْ الأمرَ بجد!
8- نظم معلوماتك:
حاول أن تنظم معلوماتك واستفادتك من الكتبِ والصحف عبر تسجيل النقط الأساسية في دفترٍ خاصٍ، وقمْ بعد ذلك بتنسيقها بطريقتك الخاصة، ستشعرُ بقيمةِ القراءة حينما تقلبُ أوراق دفترك لتقرأ معلومات وفوائد قد حصلتها من كتابٍ قرأتهَ قبل سنواتٍ طويلة.
9- انقل ما تقرأ إلى غيرك:
ستشعرُ حينما تنقلُ ما قرأته وتعلمتهُ إلى غيرك بقيمة القراءة وفائدتها .. وستشعرُ أيضاً أنكَ تؤدي رسالة سامية عند نقل العلم.
10- كوِّن مكتبة متنوعة في بيتك:
سيعينك هذا الأمر كثيراً على حبِ القراءةِ أولاً، وعلى كل ما تقدمَ ذكرهُ من استفادة وبحثٍ وغيرها ثانياً.
قصص عجيبة عن أهمية القراءة
قصة عجيبة عن أهمية القراءة في تطور الأمم والمجتمعات
إنّ المجتمع الذي يتنافس أفراده على شراء الكتب لابد من أن يتفوق على المجتمع الذي يتنافس أفراده على شراء الهواتف النقالة…
في لندن عندما صدر أحد أجزاء رواية (هاري بوتر)، كان الناس يفترشون اﻷرصفة أمام المكتبات المنتشرة في منطقة (بيكاديللي)، بانتظار طرح الرواية وشراء النسخ اﻷولى منها، لقد كان هؤلاء يخشون أن تنفذ النسخ ويقرأ غيرهم الرواية قبلهم.
وفي فرنسا، نام أناس أمام إحدى المكتبات قبل أن تطرح النسخة الفرنسية من رواية (الزهير) للمؤلف (باولو كويلو)، حتى يحصلوا على نسخ قبل اﻵخرين..
المكتبة في عرف الدول المتقدمة هي مكان للتواصل مع اﻵخر ومعرفة كل ما هو جديد.
أما في سنغافورة، فالمكتبة الوطنية تغص باﻷطفال والشباب من الجنسين، حتى إنك لا تستطيع المرور في أحد أقسامها خشية أن تدوس على أرجل الفتية الذين افترشوا اﻷرض بين الكتب، فبعضهم يقرأ كتاباً، وبعضهم أمام كمبيوتره، ويكتب بعضهم اﻵخر على لوحة بيضاء كبيرة خصصت للشباب ليكتبوا عليها ما يريدون، ويعبروا عن مشاعرهم تجاه قضاياهم المختلفة.
تحس حينها أنك في أحد المراكز التجارية في منطقتنا العربية، فترى الناس يترجلون من (المترو) أو الحافلة على عجل، مهرولين تجاه المكتبة؛ ليحجز كل منهم مكاناً في قسمه المفضل
الثقافة في تلك المجتمعات الحية هي مذهب وملة تعرف بها أمام البشرية جمعاء، وتخلد في ذاكرة التاريخ والحضارة.
لا تكمن مشكلتنا في أننا لا نعرف، ولكن في أننا لا نريد أن نعرف.
إنّ الكتاب كما يقول (فولتير)، هو الخطاب الموجه إلى اﻷصدقاء المجهولين على وجه اﻷرض. وبالكتاب استطاع المسلمون أن يمدوا حضارتهم إلى مسطحات لم تستطع حوافر خيولهم الوصول إليها. وعندما أحرق المسلمون الكتاب، كما فعل الموحدون بكتب ابن رشد، بدا الانهيار العظيم للحضارة الإسلامية. وعندما ترجمت كتبه إلى العبرية على يد موسى بن ميمون ومن ثم إلى لغات أخرى؛ بدأ النهوض العظيم للحضارة اﻷوربية ومن ثم الغربية.
من خلال الكتب يعيش الإنسان تجارب تعادل أضعاف التجارب التي يعيشها في حياته، ومن خلالها يسافر في التاريخ، ويطوف في اﻷكوان المتناثرة على صفحاتها.
وإليكم هذه القصة العجيبة:
” كان الطفل اﻷمريكي (كامبل جينكس)، جالساً مع أمه في البيت عندما سمعها تتحدث مع إحدى صديقاتها عن قرار الحكومة بإغلاق ثلث المكتبات العامة في إحدى مقاطعات ولاية (كارولاينا) الشمالية بالولايات المتحدة؛ بسبب اﻷزمة المالية التي تعصف بالبلاد.
انطلق الفتى ذو اﻷعوام التسعة إلى أصدقائه ليطلعهم على الخبر الذي نزل عليهم جميعا كالصاعقة.
فكر اﻷطفال قليلاً، ثم قرروا أن يكتبوا رسائل إعتراض على هذا القرار ويرسلوها إلى مجلس المدينة، ولكنهم لم يكتفوا بالكلام فقط؛ فنظموا حملة تبرعات لصالح المكتبات العامة، قاموا من خلالها ببيع العصير الطازج أمام منازلهم، حيث جمع (كامبل) قرابة 600 دولار، ثم وضع المال في جرة وحمله إلى أحد فروع المكتبات المزمع إغلاقها وتسليمه إلى أمين المكتبة.
تفاجأ المسؤولون في الحكومة بهذه الحملة التي نظمها طلبة الصف الثالث اﻹبتدائي في إحدى مدارس المقاطعة. وبعد اجتماعات مطولة؛ قرروا تخصيص ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار لدعم بعض المكتبات العامة وإبقاء أبوابها مفتوحة..”
لا زلت أذكر عندما كنت صغيراً، كان أبي يحكي لي عن (طه حسين) وإبداعاته اﻷدبية حتى انبهرت بذلك اﻷديب العظيم، وكيف أنه يقرأ لمدة عشر ساعات يوميا، فسألت أبي: وكيف يقرأ وهو ضرير؟، فقال لي: بأنهُ كان لديه من يقرأ له…
واليوم أسأل أبي مرة أخرى:
ماذا كان سيفعل طه حسين لو كان بصيرا؟
د.مريد الكلاّب

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *