الفوضى عنوان الاحتفال

سعيد بلقاس
شباب في مقتبل العمر، مراهقون وصِبية مفعمون بالحيوية والطاقة، يصبون جام &غضبهم& على المنشآت والممتلكات، نقمةً على خسارة أو احتفالاً بفوز.
هل هي كرة القدم؟ ربمـــا.
منابر التواصل الاجتماعي لا تخلو من صور وفيديوهات لهذه الفئة، وهي تستعمل سقف الحافلات للاحتفال، بمختلف المدن المغربية، سواء لما تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم أو لما فازت إحدى الفُرق الوطنية ببطولة ما.
انتهى المونديال وتوقفت البطولات وحَلَ فصل الصيف. موسم الراحة والاستجمام، لكن قصة شبابنا تستمر. تستسلم هذه الفئة الشبابية &الضعيفة& أمام إغراء أدرنالين المغامرة والشغب. شغب يَطال المنشآت والممتلكات من سيارات وحافلات، مغامرات مآلها سجن، مستشفى أو مقبرة.
أمهات باكيات، حزينات على فلدات أكبادهن. كن تأملن كل ما هو جميل وإيجابي لأطفالهن، غير أن طيش هؤلاء حال دون ذلك الحُلم.
عرفت مدينة أكادير العزيزة، خلال الأسبوعين الماضيين ثلاث حوادث سير متتالية كان ضحيتها ثلاث شبان في مقتبل العمر، الأول والثاني أُصيبا بكسور وجروح خطيرة قد تنتج عنها إعاقات والشاب الأخير ذو 18 ربيعاً فارق الحياة لحظة مغامرته (رحمه الله وألهم ذويه الصبر).
كثير منكم سوف يتساءل عن ماهية المغامرة.
المغامرة أعزاءي القراء، هي محاولة ركوب الحافلة وهي تسير، ذلك تحت تشجيع الأصدقاء الذين يحاولون جاهدا فتح باب الحافلة من الداخل. تقع الفاجعة، عندما يفقد الشاب توازنه ويتدحرج مباشرة تحت عجلات الحافلة…
مغامرة مدتها ثوانٍ وعواقبها مدى الحياة على المغامر وأسرتِه.
مشاهد تتكرر وسط الملاعب، الشوارع والحافلات، من تكسير ورشق وتخريب.
ما فتأت قوات الأمن الوطني والدرك الملكي، تسعى جاهدة لِجَزْرِ هذه السلوكيات الغير مسؤولة والتي لا تمت بِصِلَةٍ لتاريخ وتربية شعب المملكة المغربية.
تتبادر أسئلة كثيرة في ذهن من تمعن في هذه الظاهرة، قد نلخصها فيما يلي:
ماهي دوافع ومحفزات هذا النوع من العنف الاجتماعي؟
لماذا تتجلى هذه الظاهرة في هذه الفئة العمرية بالذات؟
ما هو دور الأسرة، المدرسة وفعاليات المجتمع المدني من جمعيات ووداديات، نحو هذه الظاهرة التي تهز صورة الشباب المغربي ومدى اتزانه؟
ما هي وسائل الوقاية من تفشي هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن تفعيل هذه الوسائل والآليات؟