قالت دراسة علمية نشرتها مجلة “بلوس ميديسين” اليوم، الثلاثاء 19 يونيو، إن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، مشددةً على أن “تناول أكثر من مشروب كحولي واحد في اليوم يُعجل من الوفاة”.

تشير الدراسة إلى “خطأ” الإرشادات الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنصح بـ”شرب ما لا يزيد عن مشروبين يحتويان على الكحول في اليوم الواحد للرجال”، موضحةً أن “تلك المبادئ ربما تكون على خطأ؛ إذ إن تناول أكثر من مشروب كحولي واحد في اليوم قد ينجم عنه أضرار جسيمة”.

وأكد الباحثون أن “الاحتساء الخفيف إلى معتدل للمشروبات الكحولية غير آمن على الإطلاق؛ إذ يتسبب في العديد من الأمراض المؤدية للوفاة، كأمراض القلب والأوعية الدموية، وصولًا إلى الإصابة بسرطانات مثل الرئة والقولون والمستقيم والمبيض”.

فحص الباحثون البيانات الصحية الخاصة بـ99654 أمريكيًّا جرت متابعتهم على مدار نحو 10 سنوات، توفي منهم 9559 شخصًا، وأُصيب 12763 آخرون بالسرطان، كما فحصوا النظام الغذائي لعينة البحث.

وتبيَّن زيادة معدلات الوفيات بين مَن يتناولون مشروبات كحوليَّة بمعدل أكبر من مشروبين في اليوم، مقارنةً بالذين يحتسون ما بين مشروب واحد إلى ثلاث مشروبات أسبوعيًّا.

لكن تحليل البيانات اقتصر على كبار السن، علاوةً على وجود عوامل اجتماعية واقتصادية مختلفة بين المشاركين، ما يعني أن النتائج لا يجب أن تؤخذ كمسلمات لدعم التأثير الوقائي للتناول الخفيف للمشروبات الكحولية.

يقول “أندرو كونزمن” –من جامعة “كوينز بلفاست” بأيرلندا الشمالية، والباحث الرئيسي في الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: “إن الدراسة تقدم نظرة ثاقبة للعلاقة المعقدة بين الكحوليات ومعدلات الإصابة بالسرطان والوفيات، كما توضح أن مخاطر الوفاة تكون أقل عند الأشخاص الذين يستهلكون كحوليات أقل”.

ويُعد ذلك المشروع البحثي نتاج تعاون طويل ومثمر بين جامعة “كوينز بلفاست” والمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف معالجة التحديات الصحية العالمية حول الوقاية من السرطان.

ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، يتسبب تعاطي الكحوليات في وقوع 3.3 ملايين حالة وفاة حول العالم سنويًّا، ما يمثل نحو 5.9% من إجمالي عدد الوفيات حول العالم، مشيرةً إلى أن تناوُل تلك المشروبات يتسبب في ربع حالات الوفيات في الفئة العمرية بين 20 و39 عامًا.

ولا يتسبب تعاطي الكحوليات في الإصابة بالأمراض الفسيولوجية فحسب؛ إذ أكدت دراسات سابقة وجود علاقة سببية بين تعاطي الكحول على نحو ضار وطيف من الاضطرابات النفسية والسلوكية وحالات الإصابة بالأمراض المعدية مثل السُّلّ، وفق الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.

يضيف “كونزمن” أن “السلوكيات أسلوب حياة، والدراسة لا تهدف لإخبار الناس إذا ما كانوا يستطيعون أو لا يستطيعون شرب الكحوليات، لكن الهدف الرئيسي منها تقديم أدلة قوية تساعد الأشخاص على اتخاذ قرارات مستنيرة وصحية تتعلق بصحتهم”.