احتفل العالم في الـ 28 من يوليوز الجاري، وككل سنة باليوم العالمي لمرض التهاب الكبد، تاريخ حددته منظمة الصحة العالمية، ووضعت هذه الأخيرة استراتيجيتها الأولى الممتدة ما بين 2016-2021 من أجل مساعدة الدول الأعضاء بالمنظمة القضاء على التهاب الكبد الفيروسي ورفع التوعية بهذا المرض، ودعم عمليات الوقاية، التشخيص والعلاج.
التهاب الكبد الفيروسي، هو أنواع يُعرف باسم A، B، C،D و E. ويعد ” c “، أشدهم والمسمى أيضا بـ HCV، وهو فيروس معدٍ يتكون في الدم ويصيب بشكل رئيسي خلايا الكبد، فالعدوى المزمنة تؤدي في مراحل متأخرة من التشخيص إلى حدوث تشمع بالكبد وفي حالات قصوى إلى سرطان الكبد.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلى أنه نحو ثلاثة ملايين شخصا تلقوا العلاج من داء التهاب الكبد الوبائي “سي” في فترة ما بين 2015-2016. ووفق ذات المنظمة، فإن المغرب يدخل ضمن قائمة 17 بلدا الذي يشهد ارتفاع معدل انتشار المرض وتتحمل 70 بالمائة من العبء العالمي.
الدكتور محمد اليوبي، رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة، فسر أن فيروس “س” هو عدوى ينتقل عن طريق الدم من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق الحقن مثل الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أو عن طريق الاتصال الجنسي.
وحول أرقام عن هذا المرض بالمغرب، أكد اليوبي، في تصريح صحفي ، أنه في ظل غياب مسح وطني حول تعداد المصابين بهذا الداء فإنه يصعب تحديد رقم رسمي، وعزا ذلك، إلى كون أكثر من 80 بالمائة من الأشخاص المصابين يجهلون حملهم للفيروس كما أنهم لا يشعرون بهذه العدوى.
لكنه، أكد أن هناك تقديرات حسب بعض الدراسات في هذا المجال، والتي تشير إلى أن عدد المصابين يصل إلى معدل 1.2 بالمائة، مضيفا، أنه هناك بعض الفئات التي تتحمل نسبة الفيروس مرتفعة خاصة الأشخاص الذين يتعاطون للمخدرات عن طريق الحقن وكذا الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة ويحتاجون إلى حقن الدم بشكل مستمر منهم مرضى القصور الكلوي..
وبخصوص طرق العلاج وفعاليته، أوضح الدكتور اليوبي، أنه خلال ثلاث سنوات الأخيرة، ظهرت أدوية جديدة لها فعالية كبيرة على فيروس التهاب الكبد تفوق 90 بالمائة، فيما تكون مضاعفاتها الجانبية جد ضئيلة مقارنة مع الأدوية القديمة.
وتابع، أن مدة العلاج بالأدوية الحديثة يستغرق فقط مدة ثلاثة أشهر إلا في بعض الحالات القليلة التي تمتد إلى ستة أشهر، مؤكدا أن التشخيص المبكر والإيجابي للفيروس عن طريق التحاليل المخبرية الدقيقة تمكن من القضاء على المرض.
وأكد ذات المتحدث، أن التهاب الكبد الفيروسي “س” هو مرض معدي لا ينتقل عبر الهواء أو اللمس أو الأكل، وإنما عن طريق اختلاط الدم أو الاتصال الجنسي.
ولفت، رئيس قسم الأمراض السارية، إلى أن وزارة الصحة وضعت مخططا وهو في مراحله النهائية لتنزيله، ويشمل هذا المخطط التكفل بعلاج جميع المصابين بالفيروس التهاب الكبد سواء المستفيدين التأمين الصحي أو نظام “راميد” وأيضا المعوزين الذين لا يتمتعون بأي تغطية صحية.
من جانبه، قال مهدي قرقوري، رئيس جمعية محاربة السيدا والتهاب الكبد، إن كلفة علاج المرض بالمغرب جد مكلفة تصل إلى 13 ألف دهم، بالإضافة إلى كلفة التحاليل المخبرية.
وأضاف، قرقوري في تصريح لموقع القناة الثانية، أن الأدوية والمضادات ذات الفعالية المباشرة على الفيروس والتي لا تعطي مضاعفات جانبية تُستقدم من الخارج ويكون ثمنها مرتفعا، بينما الأدوية الجنيسة التي تصنع في مختبرات المغرب يكون ثمنها منخفضا أما فعاليتها جد محدودة.
واعتبر قرقوري، أن الكلفة العالية للمرض تطرح إشكالا للمرضى الذين لا يخضعون لنظام التغطية الصحية، مؤكدا على أن الجمعية عقدت لقاءات مع الوزارة الوصية على القطاع من أجل تنزيل البرنامج الوطني لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي “سي” وتفعيله قصد استفادة هؤلاء المرضى من الخدمات المضمنة في البرنامج.
يشار إلى أن، منظمة الصحة العالمية حددت سنة 2030، كتاريخ للتخلص بشكل عام من المرض، ومن أجل ذلك وضعت أهداف متمثلة في خضوع 90 بالمائة من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B والعدوى بفيروس التهاب الكبد C لاختبار التحري وحصول 80 بالمائة من المرضى المؤهلين على العلاج.