الحسين ازطام
خلفت مشاركة الداعية الكويتي طارق السويدان، المعروف عربيا في مجالي الدعوة والتنمية الذاتية، جدلا واسعا بين أعضاء جماعة أكادير، بعد مشاركته في تأطير لقاء تكويني في موضوع المهارات القيادية، أول أمس الثلاثاء، بقاعة القصر البلدي ابراهيم الراضي في أكادير، والمنظم من طرف جمعية مؤسسة إيما بشراكة مع المجلس البلدي لأكادير ومركز مبادرة للتدريب والاستشارات، بحضور عدد مهم من أعضاء فريق حزب العدالة والتنمية المسير للجماعة وعدد من الفعاليات المتتبعة للمحاضرات.
وأثارت “ماركا” السيارة الفارهة التي أقلت الداعية طارق السويدان من وإلى قاعة المحاضرة، التي عرفت حضور عدد مهم من أعضاء فريق حزب العدالة والتنمية المسير للجماعة وعدد من الفعاليات، ضجة عارمة على مواقع التواصل الإجتماعي، سواء من طرف أعضاء الجماعة المنتمين للمعارضة، أو من طرف الفعاليات المدنية والجمعوية في جهة سوس ماسة، حيث أدرج البعض ذلك في خانة تبذير المال العام، في حين اعتبرها آخرون مضيعة للوقت في ظل التأخر الذي تعرفه عجلة التنمية في المدينة.
ومن جهة أخرى، نشرت زاهيد سناء، عضو جماعة أكادير، المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة، تدوينة على صفحتها الشخصية، عنونتها ب”صرخة مواطنة تنم عن غيرتها على وطنيتها أولا وعن موقف طارق سويدان من الصحراء المغربية”، توجه من خلالها رسالة إلى مسيري المجلس الجماعي لأكادير تستغرب فيها استدعاء الداعية الكويتي لتأطير محاضرة حول موضوع في التنمية الذاتية، دون إستحضار موقف هذا الأخير من الوحدة الترابية المتمثلة في قضية الصحراء، بل وتقديم الدعم المادي واللوجيستيكي لإنجاح حضوره إلى مدينة أكادير
وافتتحت زاهيد تدوينتها قائلة: “لا أكتب إليكم هنا بصفتي الانتخابية بل بصفتي ابنة هذا الوطن الذي يجمعنا انتم وأنا وغيرنا باختلافاتنا المتضادة منها والمتقاربة، أكتب وأنا المواطنة البسيطة التي تتوقف اعتباراتها كلها (كجميع المغاربة) عندما يتعلق الأمر بالخط الأحمر الكبير الذي تشكله وحدتنا الترابية وقضيتنا العادلة التي لا جدال ولا اختلاف فيها وعليها، وحدتنا الترابية تلك؛ التي تنتفي عندها جميع انتماءاتنا السياسية والتنظيمية وتسقط جميع أنانيات الانتماء ليصير الانتماء الوحيد المعقول هو الانتماء إلى الوطن لا إلى الحزب ولا إلى الجماعة”.
وتابعت التدوينة صارخة :” أيها المسيرون، لست من المتعصبين ولا المتقوقعين ولا المنتصرين لأنانية الرأي مهما بلغ الاختلاف تضاده مع الآخر لأني ممن يؤمنون بالإختلاف بل ويجدون فيه رحمة. ولم تكن الندوة التي احتضنتها قاعة إبراهيم الراضي البارحة لتستفزني لو لم تسخر لها الجماعة كل ذلك الكم من الدعم اللوجستيكي والمادي الذي هو في الأول والأخير وبأي شكل من الأشكال مال عام، بل حتى لم يكن كل هذا الدعم المادي واللوجستيكي الذي سخرته الجماعة لندوة ذلك الداعية ليستفزني لو لم يكن ذلك الشخص واحدا من الذين يشككون في عدالة قضيتنا بقوله ان المغرب “يجبر” الشعب الصحراوي على الوحدة “”وإنه، أي الشعب الصحراوي كالأكراد، له الحق في تقرير مصيره.””
وضمنت تدوينتها أسئلة عديدة من قبيل :” كيف تسخر له الجماعة وهي المرفق العمومي والمجلس المنتخب من تعبئة ودعم من المال العام ولو بشكل غير مباشر ما يجعل من ندوته حدثا غاية في الأهمية ؟؟!
كيف وهي المؤسسة الرسمية التي يفترض فيها أن تمثل الساكنة في اطار واضح لا يخرج عن المصلحة العامة للمواطنين في ظل الثوابت الوطنية والتي تضل وحدتنا الترابية أحد أهم ركائزها..؟ كيف استطعتم ايها السادة، تغليب مصلحة “الجماعة” على مصلحة الجماعة الترابية التي آتمنكم عليها المواطنون ؟ والمفروض في الجماعة الترابية كمؤسسة عمومية أن تلتزم بالثوابت الوطنية وأن تدافع عليها لا أن تزكي المشككين فيها أو تدعمهم من قريب او من بعيد..كيف استطعتم المساهمة في تلميع صورة الداعية ( بغض النظر عن كفاءته العلمية في ميدانه ) والتغاضي عن موقفه الواضح تجاه وحدتنا الترابية..؟؟!”.
وتابعت:” كيف أمكنكم أيها السادة أن تستقبلوه استقبالا رسميا بمؤسسة رسمية بل وتمنحوه درع المدينة الذي لم تمنحوه لإبن المدينة الذي استحقه فعلا وعن جدارة لما أسداه للمدينة من خدمة وهو يروج لها في مونديال روسيا كوجهة سياحية بمجهوده الخاص ومبادرته الفردية ؟! أيهما يستحق درع المدينة ايها السادة ؟..أبناء أوفياء أم ضيف متنكر لوحدة هذا الوطن؟
لقد مرت بالمدينة الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية التي كانت الجماعة الترابية شريكا أو داعما في تنظيمها، ولم تشهد أي هذه التظاهرات مثل هذه التعبئة العجيبة من طرف الجماعة وباستعمال وسائلها..”.
كيف لا تدركون أيها المسيرون وجلكم يسبقني عمرا وتجربة أن تحمل المسؤوليات الانتخابية إنما هو تكليف لتدبير
وختمت تدوينتها في الأخير ب “أيها السادة المسيرون، أحيلكم للإستئناس، على مقطع فيديو على اليوتوب مدته 4 دقائق و35 ثانية، في الدقيقة 1و20 ثانية..، حيث يفصل ضيفكم موقفه من وحدتنا الترابية ويدعو المغرب إلى عدم “إجبار الشعب الصحراوي على الوحدة”! اكتبوا فقط طارق السويدان والصحراء المغربية.. ان لم تكونوا تعلمون أصلا موقفه هذا من قضيتنا الوطنية”.