فاطمة بوريسا
وضعية كارثية يعيشها سوق لاسطاح لبيع الخضر والفواكه بالجملة بمدينة تارودانت، غرقه وسط الأزبال ومخلفات الخضر والفواكه، وسور السوق ومحيطه في حالة مزرية، ناهيك عن العربات المجرورة (الكرارس) المركونة بمداخله وبمحاذاة السور والصناديق الخشبية المرمية هناك، اضافة إلى أكشاك أحدثت بمخلفات البلاستيك وغيره..
منظر مقزز ولا يعكس الدور الاقتصادي الهام الذي يقوم به هذا السوق على مستوى الاقليم، والخدمات التي يوفرها للمواطنين من جلب لخضر وفواكه طرية كل يوم، وما يعرفه من رواج تجاري يمتعش منه الباعة والحمالة والسائقون والعمال..
كارثة أخرى يعاني منها البائعون والسائقون على حد سواء، وهو انعدام طريق معبدة نحو السوق، وهنا وجب التحديد والمقصود سوق لاسطاح لبيع الخضر والفواكه بالجملة، فلا بد من قطع مسافة مهمة غير معبدة ومحفرة، المرور فيها وببطء على اعتبار أن شاحنات وعربات النقل المحملة بعشرات الأطنان من الخضر والفواكه لا يمكنها الاسراع خشية أن تنقلب، ومما يزيد الطين بلة زوبعة الغبار المتصاعد من الأرض والتي يثيرها مرور كل عربة..
مدخل السوق مطموس المعالم، لا علامات تشوير، ولا لافتة تحمل اسم السوق، وبناية السوق بعينها لا تحمل أي مؤشر يدل عليها، ما عدا مخلفات الخضر والفواكه المتراكمة بمحاذاة السور هنا وهناك، والاقتراب منه وشم رائحة كريهة مميزة تجعلك تفهم سر الكتابة الموجودة على جدار السوق وهي “ممنوع البول”، لأن البعض يتخذ سور السوق ومحيطه مكانا لقضاء حاجاته البيولوجية، وهذا أمر مؤسف لمن يقضي جل يومه في السوق، لذا فالحاجة جد ملحة لإحداث مرافق صحية مناسبة يستعملها الباعة والعمال والزبائن ومرتادو السوق على حد سواء.
سور السوق من الخارج متآكل ومهترئ، تظهر فيه ثقوب متفاوتة الحجم، وآثار لصباغة قديمة، ما عدا أمتار معدودة في أحد جوانبه تم اصلاحها بالطين، ومن المرجح أن صاحب المحل داخل السوق هو من قام بإصلاحه بمبادرة منه..، أما جزء منه فلم تتم تغطيته بالاسمنت ليكون عبارة عن تراص للبنات البناء مما سهل عملية تخريبها وكسرها.
وهنا لابد من طرح تساؤل عن مدى سلامة هاته الخضر والفواكه التي تتعرض لزوابع من الغبار في الطريق غير المعبدة التي تفصل الطريق المعبدة لحي لاسطاح عن مدخل السوق، ثم الاحتفاظ بها في محلات جدرانها مهترئة وبها ثقوب قد تمكن حشرات وغيرها من المرور لتلوث تلك البضائع، الأزبال والقاذورات المحيطة بالسوق والكلاب الضالة التي تجوب المكان والحمير التي يتم ربطها بمحاذاة السور، كلها عوامل تدفعنا لطرح تساؤلات عن مدى سلامة تلك الخضر والفواكه، وهل تناولها لا يشكل خطرا على صحة المواطنين؟
لذا لا بد من التدخل العاجل للمسؤولين، وجمعيات حماية المستهلك، وتفعيل مراقبة أجهزة الدولة المختصة لوضع مسطرة مسائلة ومتتبعة وزاجرة لكل المتسببين في هذه الوضعية المأساة، والتدخل لإصلاح الوضع، وتهيئة سوق لاسطاح لبيع الخضر والفواكه بالجملة بكل ما يلزم، بشكل يضمن عدم تعرض تلك البضاعة للتلوث والأمراض مما يشكل تهديدا لصحة وحياة المواطنين.
مدينة تارودانت حاضرة سوس بتاريخها الحافل وتراثها الغني، لا تستحق هذا الاهمال لأنه سينعكس سلبا على سمعتها كمدينة عريقة ذات أصالة، فالتجار الذين يقصدونها كل يوم من كل حذب وصوب إلى جانب السياح الذين يزورون كل ركن فيها ويلتقطون الصور، كفيلون بنقل صورة كارثية إذا ما زاروا هذا السوق أو تبضعوا فيه..
تطرقنا لمحيط السوق وخارجه وما يعانيه من اشكالات، وسيتم التطرق لاحقا للمشاكل الداخلية للسوق وظروف الاشتغال فيه..