أحداث سوس.
سنوات عجاف عاشتها جهة سوس ماسة ابان احتلال حزب العدالة والتنمية جل مناطق سوس وترأس جماعاتها محليا واقليميا وتمثيليتها القوية جهويا .. عجز بشكل كلي عن خلق تغييرات جذرية التي كان ينادي بها طيلة حملاته الانتخابية قبل سنة 2011، رغم وزنه الانتخابي والسياسي واستطاعته كسب نقاط مع موازين القوى بالدولة بحكم تواجده بمركز القرار حكوميا، ودخوله في علاقة مصالح متبادلة جعلته يخسر الرهان .. رهانه الانتخابي على مستوى الحكومة كان واضحا وهو وعوده بتحقيق نسبة نمو مهمة وفرص شغل كبيرة وتحسين الدخل والخدمات الاجتماعية والحكامة والتنمية المستدامة، مع محاربة الريع والرشوة”. لم يتحقق أي واحدة منها وطنيا، وننتظر أن يتحقق بجهة سوس ماسة !!!
مشاكل كثيرة بجهة سوس ماسة هي حصيلة سنة 2019 اقتصاديا واجتماعيا، ابرزها :
– أن الجهة حافظت على موقعها منذ سنة 2006 بتواجدها ضمن الرتب الاولى الأكثر فقرا، كما اشارت احصائيات أن 1687 درهما شهريا هو معدل الأسرة المتوسطة المحصور أفرادها ما بين خمسة وستة أفراد في الوسط الحضري، و1787 درهما شهريا للأسرة المتوسطة المكونة من 4إلى 6 أفراد في الوسط الريفي بجهة سوس ماسة.
– كما تعتبر جهة سوس ماسة الأقل نموا من الناحية البشرية على اعتبار أن 98 جماعة تعاني المشكل ناهيك عن ضعف المبادرات الخاصة بتشجيع الاستثمار ومنها العقار او غياب المناطق الصناعية المهيأة والمهيكلة.
– شبهة الفساد التي لاحقت مختلف المشاريع بالجهة.
– صعوبات بيئية تحاصر تراب الجهة اذ يتعلق الامر بتدهور الموارد المائية والغابوية والتربة التي تعتبر دعامة اساسية للنشاط الفلاحي كما أن شبح الجفاف يثير مخاوف فلاحي الجهة خصوصا ملفات السقي بالتنقيط والمعدات الفلاحية وغياب الدعم العمومي، الذي يعاني منه الفلاحون، وخاصة الفلاحون الصغار المحرومون من الاستفادة من مخطط المغرب الأخضر إضافة إلى معضلة الرعي الجائر الذي تعاني منه عدد من مناطق جهة سوس ماسة .
– سوء وتدهور الخدمات الصحية والطبية، بالمركز ألاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، وهو أحد المراكز الصحية المهمة بالجهة.
– نقص كبير في الأطر الطبية وانعدام التجهيزات .
– ضعف جودة في التعليم وغياب التجهيزات وانعدام المرافق وقلة اعوان الحراسة والنظافة .
هي ابرز مشاكل تعانيها الجهة، ويمكن الاستمرار في ذكرها لتؤكد أن الجهة في حاجة الى الانصاف والعدالة، ومقومات أساسية يأتي في مقدمتها أن توفر جهة سوس ماسة مناصب شغل لفائدة مواطنيها، بالإضافة إلى ضرورة الحرص على ضمان كافة التوازنات الداخلية المختلفة في الطبيعة وذلك على المدى البعيد .. عموما يكفي القول أن النخب السوسية الحاكمة حاليا ليست في مستوى تطلعات المشاريع، حيث لا رؤية واضحة بالنسبة لها. كما أن عمقها الثقافي ضعيف جدا.
لكن، الخطاب الملكي الاخير مهد لاقلاع اقتصادي تاريخي بالجهة، فكرته منحه كدرس للعقول المسيرة لجهتنا وعددهم لا يمكن تعداده، مجرد عبارة واحدة قالها جلالة الملك، لم يستطع أي كان في جهة سوس أن يقولها .. وهي عبارة ” على جهة سوس ماسة أن تكون مركزا اقتصاديا يربط شمال المغرب بجنوبه ” بهذا الخطاب يكون الملك قام بإنصاف جهة سوس ماسة بعد فشل ”البيجيدي” في تدبيره، كما اضاع 7 سنوات على المغرب بتقدمه وتنميته .. وهذا ما اكدته جريدة فرنسية شهيرة التي أشارت أن الملك يؤكد هذا الفشل الذريع للبيجيدي خصوصا بعد تقديم رئيس الحكومة لبرنامج يفتقر لأبسط معايير التطبيق السليم و الفعّال والمثمر لايجاد فرص شغل للشباب المغربي، ببساطة هذا الحزب باع الوهم المفقود للمغاربة طيلة سبع سنوات .
من المنتظر بجهتنا بعد خطاب الملك الاخير وبعد اشرافه على التنزيل المباشر لمخطط التسريع الصناعي أن يأتي مشروع الربط السككي الذي سيساهم أيضا في جعل بنيات اللوجستيك بالجهة في مواكبة المناطق الصناعية بالجهة والمنطقة الحرة الجديدة، كما سيساهم في تسريع وثيرة وقوة التنشيط الصناعي والرواج التجاري داخل الجهة وخارجها، سيمكن أيضا من مضاعفة عمليات التصدير والاستيراد بميناء أكادير ن الربط السككي سيساهم أيضا في سلاسة التنقل، وحركية الأشخاص ورواج البضائع بين سوس وكل جهات المملكة، وموجبه تكون الجهة بحق مركزا وسطا للنشاط الاقتصادي والتنموي بصفة عامة، الخط السككي بدوره المؤثر في كل القطاعات المتفاعلة معه سيكون سببا أساسياً وفعالا في توفير المزيد من فرص الشغل.
عموما، فتدخلات الملك هو واضح، و تنتهي سنة 2019 بفشل ذريع لمسؤولينا السياسيين في تدبير جهتنا وتنميتها بأفكارهم وتدخلاتهم، وسنة 2020 يجب أن تكون خاصة بأدوار هؤلاء المسؤولين والمنتخبين لتنمية جهة سوس ماسة .. نقول لتنمية الجهة وليس لتنمية الجيوب استعدادا للانتخابات ..